ومعاوية بن صالح الحضرمي الحمصي: صدوق، له إفرادات وغرائب وأوهام، ولأجل ذلك تكلم فيه من تكلم، والأكثر على توثيقه، وقد أكثر عنه مسلم، لكن أكثره في المتابعات والشواهد [راجع: فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٥٨/ ٦٦٦)].
• تنبيه: وقع في المطبوعتين الأوليين للمستدرك وفي المخطوطتين: عن ثور بن يزيد، بدل: ربيعة بن يزيد، وتم تصحيحه في مطبوعة التأصيل، وهو خطأ منهم، وذلك لأنه وقع هكذا في أصل المخطوط، لكن قد يعتذر لهم بأن البيهقي قد رواه في السنن الكبرى عن الحاكم به مصححاً: عن ربيعة بن يزيد، ثم أتبعه بقوله:"كذا في هذه الرواية" [وهكذا هو في تهذيب السنن (٢/ ٩٣٤/ ٤١٢٢)].
• ورواه الوليد بن مسلم [وقد سقط ذكره في إسناد الطبراني]: ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون، عن الأعمش، عن أبي العلاء [العنزي]، عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى الله -عز وجل-، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة الداء عن الجسد".
أخرجه الآجري في فضل قيام الليل (٥)، والطبراني في الكبير (٦/ ٢٥٨/ ٦١٥٤)، وابن عدي في الكامل (٤/ ٢٨٦)، وأبو نعيم في الطب النبوي (١١٦)، والبيهقي في الشعب (٣/ ١٢٧/ ٣٠٨٩).
قال ابن عدي:"وابن أبي الجون هذا: مثل ابن أبي الرجال، وعامة أحاديثه مستقيمة، وفي بعضها بعض الإنكار، فلذلك ذكرته، وله غير ما ذكرت من الحديث، وقد روى عنه الوليد بن مسلم ونظراؤه من الناس من أهل دمشق، وأرجو أنه لا بأس به".
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ٢٥٥/ ٩٩٥): "وابن أبي الجون: قال أبو أحمد: أرجو أنه لا بأس به، أحاديثه مستقيمة؛ وليس الشأن فيه عندي، وإنما الشأن في أبي العلاء العنزي، فإنه لا يعرف بغير هذا، ولم يذكره البخاري، ولا ابن أبي حاتم، وذكره ابن الجارود غير مسمى، ولا معرفاً بشيء من أمره، إلا روايته عن سلمان، ورواية الأعمش عنه، فاعلم ذلك".
وقال الذهبي في ترجمة ابن أبي الجون من الميزان (٢/ ٥٦٨): "أبو العلاء: لا أعرفه".
وبذا يتضح أن الطبراني قد أخطأ في تسميته حين قال في ترجمة الحديث:"أبو العلاء- أظنه: يزيد بن عبد الله بن الشخير-، عن سلمان - رضي الله عنه - ".
قلت: هو حديث باطل من حديث الأعمش؛ فأين أصحاب الأعمش من أهل العراق على كثرتهم الكاثرة، فلم يروه أحد منهم حتى يتفرد به عنه: عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون الدمشقي، وهو: لا بأس به، وفي حديثه بعض الإنكار [التهذيب (٢/ ٥١٣)]، فمثل هذا مما لا يحتمل، ولذا أورده ابن عدي في جملة أحاديث مما أنكر عليه، وهذا فضلاً عن جهالة أبي العلاء العنزي، والله أعلم.