وقال أيوب مرة: وجدت في كتاب أبي قلابة عن أنس قال: ... فذكره موقوفاً.
قال سليمان بن حرب [أحد رواته عن حماد]: وفي موضع: عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس؛ يعني: روايةً، ولم يذكر الوجادة، أو القراءة من الكتاب.
أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ٥٣) و (٣/ ١٣٦)، وأبو يعلى (٥/ ١٨٦/ ٢٨٠١).
وفي المعرفة:"قال حماد: قرأ جرير بن حازم على أيوب كتابًا لأبي قلابة، فقال: قد سمعت هذا كله من أبي قلابة، وفيه ما أحفظه، وفيه ما لا أحفظه، قال [يعني: سليمان بن حرب]: فكان حماد ربما حدثنا بالشيء فيقول: هذا ما كان في الكتاب".
ثم نقل يعقوب عن حماد بن زيد وابن عليه؛ أن أبا قلابة مات بالشام وأوصى بكتبه لأيوب، ثم نقل عن حماد عن أيوب أن ابن سيرين أذن له في التحديث منها، ثم قال ابن سيرين لأيوب:"لا آمرك ولا أنهاك".
• قال الدارقطني في العلل (١٢/ ٢٤٣/ ٢٦٧٢)(٦/ ٢٤٣/ ٢٦٧٢ - ط. الريان) بعد رواية حماد الموقوفة: "وهو المحفوظ عن أيوب"، لكنه لم يستوعب ذكر من رواه عن أيوب مرفوعًا، فلم يذكر سوى الطفاوي، وقد اشتهر الحديث مرفوعًا من رواية عبد الوارث بن سعيد، وهو: ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب، وأخرجه من طريقه البخاري، وتابعه على ذلك أيضًا: وهيب بن خالد [عند أحمد]، فكيف يخفى على الدارقطني مثل هذا، ويذهل عنه؟! ووهيب: ثقة ثبت حافظ، من كبار حفاظ البصرة، ومن أصحاب أيوب السختياني المكثرين عنه، وقد اختلف الأئمة فيمن يقدَّم في أصحاب أيوب عند الاختلاف: إسماعيل ابن علية، أو وهيب بن خالد، فقدم عبد الرحمن بن مهدي وهيباً على ابن عليه، وقدَّم يحيى القطانُ ابنَ عليه [التهذيب (٤/ ٣٣٣)]، وهذا مما يدل على اختصاص وهيب بأيوب، وأنه من المكثرين عنه، والمقدمين فيه، وممن يحتمل تفرده عنه، فكيف إذا تابعه أحد أثبت أصحاب أيوب، وهو عبد الوارث بن سعيد.
وعليه: فإن المحفوظ هو المرفوع، قصر به حماد، أو قصر به أيوب حين حدثه به، لذا فقد اعتمد البخاري رواية عبد الوارث المرفوعة، وقد تابعه على رفعه اثنان: وهيب والطفاوي، فالصواب مع البخاري، والله أعلم.
• وروي عن أنس بنحو حديث أبي هريرة من وجه آخر:
رواه أبو محمد الأصبهاني بشر بن الحسين، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول؛ فليضطجع".
أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (١/ ٢٨٠).
وهذا موضوع على الزبير بن عدي؛ فإن بشر بن الحسين الأصبهاني: كذبه أبو داود الطيالسي، وسئل أبو حاتم عن أحاديث رواها محمد بن زياد بن زبَّار [وهو: ضعيف.