في حديث رواه بومة عن أبيه: "هذا حديث منكر؛ ومحمد بن سليمان: منكر الحديث، وأبوه ضعيف جدًّا" [العلل (١/ ١٥٩/ ٤٤٩)]، وقال النسائي: "لا بأس به، وأبوه: ليس بثقة ولا مأمون، ووثقه مسلمة وغيره، وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (٣/ ٥٧٩)، الميزان (٣/ ٥٦٩)]، فليس هو بالذي يعتمد عليه، لا سيما مع مخالفة الحفاظ له:
ب - فقد رواه يحيى بن أبي بكير الكرماني [كوفي الأصل، سكن بغداد: ثقة]، ووكيع بن الجراح [ثقة حافظ]:
عن أبي جعفر الرازي [عيسى بن ماهان]، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من رجل تكون له ساعة من الليل، يقومها فينام عنها، إِلَّا كتب له أجر صلاته، وكان نومه محليه صدقة، تصدق به عليه". لفظ وكيع [عند أحمد].
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ٢٥٨/ ١٧٨٦)، وأحمد (٦/ ٦٣)، وإسحاق بن راهويه (٣/ ٩٣٨/ ١٦٤٠)، [التحفة (١١/ ١٦٨/ ١٦٠٠٧)، الإتحاف (١٦/ ١٠٩٦/ ٢١٦٨٦)، المسند المصنف (٣٧/ ٢٧٥/ ١٧٨٨٢)].
قال النسائي: "أبو جعفر الرازي: ليس بالقوي في الحديث".
قلت: وزيادة الأسود في إسناده تفرد بها بومة عن أبي جعفر الرازي، وقد رواه أبو جعفر أيضًا بإسقاط الأسود من الإسناد، فإما أن يكون الوهم فيه من بومة، أو هو من تخليط أبي جعفر الرازي؛ فإنه: ليس بالقوي، وله مناكير [انظر: التهذيب (٤/ ٥٠٤)].
والحاصل: فإن ذكر الأسود في إسناد هذا الحديث ليس بالمحفوظ؛ ومما يؤيد ذلك أن الإمام أحمد لما سئل عن: ما روى سعيد بن جبير عن عائشة، أهو على السماع؛ قال: "لا أُراه سمع منها، عن الثقة عن عائشة - رضي الله عنها -[العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢٨٤/ ٥٢٦١)، المراسيل (٢٦١ و ٢٦٢)، علل الدارقطني (١٥/ ٤٤)، تحفة التحصيل (١٢٤)]، فلو أنه اعتبر بحديث بومة عن أبي جعفر؛ لأثبت الأسود بينهما، وإنما احتج في ذلك برواية مالك، والله أعلم.
ج - ورواه عبد الصمد: حَدَّثَنِي أبو جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن ابن الزببر، عن عائشة، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان للعبد صلاة من الليل ونام عنها، فإنما هي صدقة تصدق الله بها عليه، وكتب له أجر صلاته".
أخرجه أبو بكر الشافعي في فوائده "الغيلانيات" (٥٨٨)، قال: حَدَّثَنَا محمد بن غالب أهو: الحافظ الإمام الملقب تمتام، وهو: ثقة مأمون]، قال: حَدَّثَنِي عبد الصمد به. ومن طريقه: أبو طاهر السلفي في الثالث من المشيخة البغدادية (٢٢) (٢٤٨ - مشيخة المحدثين البغدادية).
وهذه الرواية وهم؛ إنما الحديث لسعيد بن جبير، فإما أن يكون تحرف ابن جبير إلى: ابن الزُّبَير، أو وهم فيه عبد الصمد، وهو: ابن النعمان، وهو: بغدادي صدوق