للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك رواه أيوب، وابن عون، أوقفوه على أبي هريرة".

• قلت: أما هشام بن حسان: فالمحفوظ عنه الرفع، وقد اعتمده مسلم وصححه، وأما أيوب السختياني: فالمحفوظ عنه الرفع أيضًا -فيما وصل إلينا من أسانيد-، وأما ابن عون: فالمحفوظ عنه الوقف، على ما جزم به الدارقطني.

وأيوب السختياني: ثقة ثبت حجة، من كبار الفقهاء والعباد، أثبت أصحاب ابن سيرين، وأكثرهم عنه رواية، وهشام بن حسان: بصري ثقة، ثبت في ابن سيرين.

ورواية ابن عون الموقوفة لا يُعلُّ بها المرفوع، فقد كان البصريون يفعلون ذلك في أحاديث ابن سيرين؛ بل ابن سيرين نفسه كان يفعل ذلك.

ولو فرضنا أن الوقف هو المحفوظ فيه عن أيوب السختياني: فإنه لا يُعِلُّ المرفوع.

قال المرُّوذي في سؤالاته لأحمد: "سألته عن هشام بن حسان؟ فقال: أيوب وابن عون أحبُّ إليَّ، وحسَّنَ أمرَ هشام، وقال: قد روى أحاديث رفعها أوقفوها، وقد كان مذهبهم أن يقصروا بالحديث ويوقفوه" [العلل ومعرفة الرجال رواية المروذي (٧٨)].

وقال الخطيب في الكفاية: "قال موسى [هو: ابن هارون، الحمال، الحافظ الكبير]: إذا قال حماد بن زيد والبصريون: "قال قال" فهو مرفوع. قلت للبرقاني: أحسب أن موسى عنى بهذا القول أحاديث ابن سيرين خاصة، فقال: كذا تحسب، قلت: ويحقق قول موسى هذا ما أخبرناه ابن الفضل، قال: أنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا يعقوب بن سفيان، قال: ثنا يحيى بن خلف، قال: ثنا بشر بن المفضل، عن خالد، قال: قال محمد بن سيرين: كل شيء حَدَّثتُ عن أبي هريرة فهو مرفوع".

وفي رواية عنه: "كل شيء حدثتكم عن أبي هريرة؛ فهو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".

وفي رواية: أنه كان إذا حدَّث عن أبي هريرة، فقيل له: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: "كل حديث أبي هريرة: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -" [المعرفة والتاريخ (٣/ ١٣٦)، شرح مشكل الآثار (١/ ٢٤٣ - ترتيبه)، الكفاية (٤١٨)، تاريخ دمشق (٥٣/ ١٨٨)، [راجع: فضل الرحيم الودود (١/ ٢٨٢/ ٦٩) و (٥/ ٤١٤/ ٤٧٢)].

• وقال الدارقطني في حديث لابن سيرين عن أبي هريرة اختلف في رفعه ووقفه: "والمرفوع أشبه، وعادة ابن سيرين التوقف" [العلل (٩/ ١٦٠/ ١٦٩٠)].

وقال في موضع آخر عن حديث آخر لابن سيرين عن أبي هريرة (١٠/ ١٤/ ١٨٢٠): "ورفعه صحيح، وكان ابن عون ربما وقف المرفوع".

وقال في موضع ثالث (١٠/ ١٨٢٧/٢٥): "وقد تقدم قولنا في أن ابن سيرين من توقيه وتورعه: تارة يصرح بالرفع، وتارة يومئ، وتارة يتوقف، على حسب نشاطه في الحال".

وقال في موضع رابع (١٠/ ٢٧/ ١٨٢٩): "ورفعه صحيح؛ لأن ابن سيرين كان شديد التوقي في رفع الحديث" [انظر: العلل (٥/ ١٤/ ١٨٢٩ - ط. البيان)، مقدمة العلل لابن أبي حاتم (١/ ٧٦ - ط. الحميد)].

<<  <  ج: ص:  >  >>