للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما رواه هارون بن رئاب أيضًا، عن عبيد بن عمير، أو: عن ابنه عنه، مرسلًا.

وباجتماع هذه الطرق الخمسة يتأكد وهم البارقي في حديثه الموصول.

• وأقول: أما علي بن عبد الله الأزدي البارقي: فقد روى عنه جماعة من الثقات، وروى له مسلم حديثًا في الدعاء، ونقل ابن خلفون عن العجلي توثيقه، وقال فيه ابن عدي بعد أن روى له ثلاثة أحاديث: "وليس لعلي البارقي الأزدي كثير حديث، وهو عندي لا بأس به" [التهذيب (٣/ ١٨٠)، الكامل (٥/ ١٨٠) (٨/ ٧٧ - ط. الرشد)].

وقد تقدم معنا قريبًا حديث برقم (١٢٩٥)، يرويه علي بن عبد الله الأزدي البارقي، عن عبد الله بن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى".

وقد ذكرت لهذا الحديث ستة وجوه لإعلاله، منها: أن عليًّا الأزدي لم يتابع على هذه الزيادة عن ابن عمر؛ بل قد خالفه فلم يأت بها في الحديث: جماعة من ثقات أصحاب ابن عمر، وألزمهم له، وأكثرهم عنه رواية، وأعلمهم بحديثه، وفيهم أهل بيته؛ ابنه سالم، وابنه عبيد الله، ومولاه نافع، وعبد الله بن دينار، وطاووس، والقاسم بن محمد، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين، وأنس بن سيرين، وحميد بن عبد الرحمن، وعبد الله بن شقيق، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وعقبة بن حريث، وعقبة بن مسلم التجيبي [(١٤) رجلًا]، وبعض الضعفاء، مثل: عطية بن سعد العوفي، وبشر بن حرب الأزدي، كلهم قال فيه: عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى"، لم يذكروا النهار؛ فروايتهم هي الصواب، ورواية الأزدي وهمٌ.

ثم قلت: وبمجموع ذلك: نجزم بأن حديث علي الأزدي عن ابن عمر مرفوعًا: "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى": حديث شاذ، والله أعلم.

وهنا أيضًا: فإن عليًّا الأزدي قد خالف من هو أثبت وأضبط وأوثق منه وأكثر عددًا، لا سيما وفيهم رجل من أهل بيت عبيد بن عمير، وهو ابنه عبد الله، وعمرو بن دينار: بلديه وأحد أئمة التابعين، فكلاهما رواه عن عبيد بن عمير مرسلًا، ورواية هارون بن رئاب قريبة من روايتهما على شكه فيها.

وأما علي الأزدي فرواه عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي متصلًا مرفوعًا؛ فوهم في ذلك.

• وعليه: فإن الصواب في هذا الحديث: عن عبيد بن عمير مرسلًا، والله أعلم.

ومن أثبت الصحبة لعبد الله بن حبشي الخثعمي بهذا الحديث وغيره، مثل: ابن أبي حاتم، وابن حبان، والدارقطني؛ فإنما مشى على ظاهر السند، والله أعلم [انظر: الجرح والتعديل (٥/ ٢٩)، الثقات (٣/ ٢٤٠)، المؤتلف والمختلف للدارقطني (٢/ ٩٤٨)].

• ولأطراف هذا الحديث شواهد كثيرة بعضها في الصحيح، أو فيما تقدم معنا في السنن:

• مثل حديث أبي هريرة:

رواه ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

<<  <  ج: ص:  >  >>