قلت: في كلام أبي حاتم إشارة إلى كون رواية مالك المتصلة هى المحفوظة، ويدل على ذلك أن يحيى بن سعيد الأنصاري قد توبع على وصله:
* فقد روى الليث بن سعد [وعنه: يحيى بن بكير، وشعيب بن الليث]، وبكر بن مضر، وعبد العريز بن محمد الدراوردي [وهم ثقات]:
عن ابن الهاد [يزيد بن عبد الله بن الهاد: مدني ثقة مكثر]، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني بياضة من الأنصار؛ أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو مجاور في المسجد يومًا، فوعظ الناس وحذَّرهم ورغَبهم، ثم قال:"ليس مصلٍّ يصلي إلا وهو يناجي ربه، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن".
أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (٥٩٧)، والنسائي في الكبرى (٣/ ٣٨٦/ ٣٣٤٦ و ٣٣٤٧)، وابن أبي عمر العدني في مسنده (١٦/ ٧١٦/ ٢١١٨٠ - إتحاف المهرة) و (٢/ ٢٣٩/ ١٤١٩ - إتحاف الخيرة)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٦١/ ٢٠٠٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٣١٧)، وابن بشكوال في الغوامض (٢/ ٨٧٦)، [التحفة (١٠/ ٥٨٨/ ١٥٦٤٣)، الإتحاف (١٦/ ٧١٦/ ٢١١٨٠)، المسند المصنف (٣٥/ ٧٤/ ١٦٧٤٧) و (٣٥/ ٢٤٢/ ١٦٩٥٢)].
• وقد رواه أيضًا: الليث بن سعد [وعنه: يحيى بن بكير، وشعيب بن الليث]، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي:
عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي حازم مولى الغفاريين؛ أنه حدثهم هذا الحديث عن البياضي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه النسائي في الكبرى (٣/ ٣٨٧/ ٣٣٤٨)، وابن أبي عمر العدني في مسنده (١٦/ ٧١٦/ ٢١١٨٠ - إتحاف المهرة) و (٢/ ٢٣٩/ ١٤١٩ - إتحاف الخيرة)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٦١/ ٢٠٠٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٣١٨)، [التحفة (١٠/ ٥٥٣/ ١٥٥٦٣) و (١٠/ ٥٨٨/ ١٥٦٤٣)، الإتحاف (١٦/ ٧١٦/ ٢١١٨٠)، المسند المصنف (٣٥/ ٧٤/ ١٦٧٤٧)].
قال أبو حاتم في العلل (٣٦٧ و ٥٥٢): "لولا أن ابن الهاد جمع بين الحديثين، لكنا نحكم لهؤلاء الذين يروونه".
يعني: أن هذا الحديث محفوظ عن محمد بن إبراهيم بالوجهين جميعًا، له فيه شيخان: عطاء بن يسار، وأبو حازم مولى الغفاريين، كلاهما قد رواه عن رجل من بني بياضة من الأنصار مرفوعًا.
• ورواه أيضًا: سعيد بن الحكم بن أبي مريم [ثقة ثبت]، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب [الغافقي المصري: لا بأس به]، وابن لهيعة [ضعيف]، قالا: حدثنا ابن الهادي، عن محمد بن إبراهيم، عن عطاء بن يسار، عن رجل من بني بياضة؛ أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكره سواء إلى آخره.