للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث، وأبو هبيرة اسمه يحيى بن عباد: رجل من أهل الكوفة، ثقة".

قلت: هذا الإسناد على ضعفه؛ إلا أنه جعل أبا هبيرة يحيى بن عباد متابعًا للحكم بن عتيبة في روايته عن سعيد بن جبير: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى أربعًا ثم نام، ثم صلى خمسًا.

• ولا أستبعد كونه محفوظًا بتمامه عن الأشعث بن سوار، فقد صح عنه من وجه آخر، وبطرفه الأخير؛ لكن مع وهم في متنه:

فقد رواه حفص بن غياث [ثقة]، وشريك بن عبد الله النخعي [صدوق، سيئ الحفظ]:

عن أشعث بن سوار، عن أبي هبيرة [يحيى بن عباد]، عن سعيد [هو: ابن جبير] , عن ابن عباس؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نام وهو جالس، ثم نفخ، ثم جاء بلال فآذنه بالصلاة، فخرج فصلى، ولم يتوضأ.

أخرجه أبو يعلى (١/ ٣٥٢/ ٦٠٦ - إتحاف الخيرة) و (٧/ ٦٤/ ٦٣٨٦ - إتحاف الخيرة)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٧) (٦/ ١٢٤/ ٩١١٤ - ط. الرشد) [وفي كلا الطبعتين أخطاء في السند]، وتمام في الفوائد (١٣٤١).

• ورواه حريث بن أبي مطر [ضعيف]، عن يحيى بن عباد أبي هبيرة الأنصاري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان نومه ذلك، وهو جالس؛ يعني: النبي - صلى الله عليه وسلم -.

أخرجه ابن ماجه (٤٧٦)، بإسناد صحيح إلى حريث. [التحفة (٤/ ٣٨٣ / ٥٦٤٦)، المسند المصنف (١١/ ٤٠٤/ ٥٤٤٣)].

° وقوله في هذا الحديث: نام وهو جالس، إنما هو من أوهام أشعث بن سوار وحريث بن أبي مطر، والمحفوظ من حديث ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اضطجع.

• فقد روى سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس، قال: بت ليلة عند خالتي ميمونة،. . . فذكر الحديث، وفيه: ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فأتاه بلال فآذنه بالصلاة، فقام فصلى، ولم يتوضأ [أخرجه البخاري (٦٣١٦)، ومسلم (٧٦٣/ ١٨١)، وتقدم تحت الحديث رقم (١٣٥٤)].

• وروى عمرو بن دينار، قال: أخبرني كريب، عن ابن عباس، قال: بت عند خالتي ميمونة ليلة،. . . فذكر الحديث، وفيه: ثم اضطجع فنام حتى نفخ، فأتاه المنادي يؤذنه بالصلاة، فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضأ [أخرجه البخاري (١٣٨ و ٨٥٩)، ومسلم (٧٦٣/ ١٨٦)، ويأتي تحت الحديث رقم (١٣٦٧)].

° والحاصل: فإن هاتين الروايتين على ضعفهما، رواية ليث بن أبي سليم، ورواية أشعث بن سوار، قد اقتربتا برواية يحيى بن عباد من رواية الحكم بن عتيبة، بخلاف رواية الدراوردي التي ذهبت بها بعيدأ، حتى أصبح أبو هبيرة مخالفًا في سياق حديثه للحكم، وهذا عندي مما يؤكد وهم رواية الدراوردي، في قوله في هذا الحديث: "ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهنَّ"، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>