للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في آخره: وكان أحبَّ الدين إليه ما داوم عليه صاحبه، أو: وكان أحبَّ الدين إليه أدومه، والضمير فيه يرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووقع في رواية الفلاس بدون ذكر الجار والمجرور.

بينما رواه عنه أحمد بن حنبل في المسند بلفظ: "مه، عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى تملوا، إن أحبَّ الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه"، هكذا بإدراج آخره في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -.

أخرجه أحمد (٦/ ٥١) [الإتحاف (١٧/ ٣٧٩/ ٢٢٤٥٠)].

لكن وقع له في الزهد: "إن أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه"، وهذا أقرب للفظ الجماعة [وقد وقع في إسناده تحريف].

وكذلك وقع في رواية يزيد بن سنان [عند الطحاوي في المشكل]: "وكان أحب الدين إلى الله ما داوم عليه صاحبه"، بينما رواه عنه أبو عوانة مقروناً بكربزان: وكان أحبَّ الدين إليه ما داوم عليه صاحبه.

وبذا يظهر أن المحفوظ من رواية القطان: أن هذه الجملة الأخيرة إنما هي من كلام عائشة، تصف حال النبي - صلى الله عليه وسلم -، والله أعلم.

• واختلف أيضاً على عبدة بن سليمان، فرواه عنه هارون بن إسحاق الهمداني [وهو: ثقة] به، فقال في آخره: وكان أحبَّ ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي يدوم عليه صاحبه [عند الترمذي].

خالفه: إسحاق بن راهويه [ثقة حافظ]، فرواه في مسنده (٢/ ١٣٩/ ٦٢٥) (١/ ٤٣٦/ ٦٢١ - ط التأصيل)، قال: أخبرنا عبدة: نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنهما -، قالت: دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي امرأة، فقال: "ما هذه؟ "، فقلت: لا تنام الليل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مه، عليكم من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الدين إلى الله ما يدوم عليه صاحبه".

وأخرجه ابن نصر المروزي في قيام الليل (١٨٦ - مختصره)، قال: حدثنا إسحاق به.

قلت: ورواية عبدة الموافقة لرواية الجماعة أولى.

• واختلف أيضاً على عبد الله بن نمير، فرواه عنه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر [ثقة كتابه أصح]، كالجماعة: قالت: وكان أحبَّ العمل إليه الذي يداوم عليه صاحبه؛ وإن قلَّ [عند أبي عوانة].

خالفه: أحمد بن حنبل [ثقة ثبت إمام، حافظ حجة]، قال: حدثنا ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قال: كان عندها امرأة من بني أسد، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من هذه؟ "، قالت: هذه فلانة، لا تنام، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله - عَزَّ وَجَلَّ - حتى تملوا، أحبُّ الدين إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ - الذي يداوم عليه صاحبه".

أخرجه أحمد (٦/ ٢٣١) [الإتحاف (١٧/ ٣٧٩/ ٢٢٤٥٠)، المسند المصنف (٣٧/ ١ ٢٦/ ١٧٨٧٦)].

<<  <  ج: ص:  >  >>