للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي فاختة، عن عائشة بمثله، وزاد فيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان: "أتؤمن بما نؤمن به؟ "، قال: نعم، يا رسول الله، قال: "فاصنع كما نصنع".

أخرجه أحمد (٦/ ١٠٦). [الإتحاف (١٧/ ٥٨٨/ ٢٢٨٥١)، المسند المصنف (٣٨/ ١٧٢/ ١٨٢٣٦)].

• تابعه على هذا الوجه: أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك [ثقة ثبت]، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن إسحاق بن سويد: حدثني أبو فاختة، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان: "أتؤمن بما نؤمن به؟ "، قال: بلى، قال: "فأسوة ما لك بنا".

أخرجه أبو نعيم في الحلية (٦/ ٢٥٧)، وعبد الرحمن ابن منده في المستخرج من كنب الناس (١/ ٥٩).

• لكن هذا الوجه الأخير معلول، خولف فيه حماد بن سلمة:

فقد رواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة]، والمعتمر بن سليمان [ثقة]:

عن إسحاق بن سويد، عن أبي فاختة مولى جعدة بن هبيرة [وفي رواية المعتمر: ثنا أبو فاختة]؛ أن عثمان بن مظعون أراد أن يجرب: أيستطيع السياحة أم لا؟ قال: ويعدون السياحة: قيام الليل، وصيام النهار، قال: ففعل ذلك حتى ذهلت المرأة عن الخضاب، والطيب، والكحل، ودخلت على بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: ما لك كأنك مُغِيبةٌ؟ قالت: إني مُشهِدةٌ كالمغيبة، فعرفتُ ما تحت ذلك، فلما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبرته بذلك، قال: فعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تحت ذلك، فأرسل إلى عثمان بن مظعون، فقال: "ألست تؤمن بما نؤمن به؟ "، قال: بلى يا نبي الله، بأبي وأمي يا رسول الله! قال: "فإن كنت تؤمن بما نؤمن به فأسوة ما لك بنا".

زاد في رواية المعتمر: قال إسحاق: فصادفت يحيى بن يعمر بخراسان فإذا هو يحدث القوم هذا الحديث لم يدع منه حرفاً.

أخرجه الحسين المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (١١٠٥)، وابن أبي حاتم في التفسير (٦/ ١٨٩٠/ ١٠٠٣١)، وعلقه ابن عبد البر في التمهيد (٢١/ ٢٢٥).

وهذا مرسل بإسناد صحيح، وأبو فاختة مولى أم هانئ؛ اسمه: سعيد بن علاقة، وهو: كوفي تابعي، ثقة.

وزيادة المعتمر تدل على ثبوت رواية يحيى بن يعمر التي رواها مؤمل عن حماد، لكنها لا تعلها لكونه لم يسندها حتى يتبين لنا: هل وصلها عن عائشة كما رواه مؤمل، أم أرسلها كما رواه أبو فاختة؟ فتبقى رواية مؤمل الموصولة محفوظة حتى يأتي برهان على إعلالها، والله أعلم.

نعود بعد ذلك لحديث سعد بن أبي وقاص:

• فقد رواه أيضاً متابعاً لعبد الرزاق: عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، قال: ردَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا. هكذا بالإسناد الثاني وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>