للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبي إسحاق، عن أبي بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأينها سيئة الهيئة، فقلن لها: ما لك؟ فما في قريش أغنى من بعلك، قالت: ما لنا منه شيء، أما ليله فقائم، وأما نهاره فصائم، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرن ذلك له، فلقيه فقال: "يا عثمان بن مظعون، أما لك بي أسوة؟ "، فقال: يا بأبي وأمي وما ذاك؟ قال: "تصوم النهار، وتقوم الليل"، قال: إني لأفعل، قال: "لا تفعل، إن لعينيك عليك حقاً، وإن لجسدك حقاً، وإن لأهلك حقاً، فصل ونم، وصم وأفطر"، قال: فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس، فقلن لها: مه، قالت: أصابنا ما أصاب الناس.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٩٥)، والبلاذري في أنساب الأشراف (١٠/ ٢٥٦). وهذا مرسل لإسناد كوفي صحيح، ويشهد لحديث ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

• سلك فيه الجادة فوصله: أبو جابر محمد بن عبد الملك [الأزدي البصري، نزيل مكة، قال أبو حاتم: "أدركته، وليس بقوي"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله عن شعبة ما لا يتابع عليه، الجرح والتعديل (٨/ ٥)، التهذيب (٣/ ٦٣٥)، اللسان (٧/ ٣١٦)]: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأينها سيئةَ الهيئة، ... فذكر الحديث بنحوه.

أخرجه أبو يعلى (١٣/ ٢١٦/ ٧٢٤٢)، وعنه: ابن حبان (٢/ ١٩/ ٣١٦). [المسند المصنف (٢٩/ ٤٧٥/ ١٣٤٧٤)].

• وقصر بإسناده فأعضله: شريك بن عبد الله النخعي [سيئ الحفظ]، فرواه عن أبي إسحاق السبيعي، قال: دخلت امرأة عثمان بن مظعون ... فذكر الحديث بنحوه.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (١/ ١٠٦)، بإسناد فيه لين إلى شريك.

والحمل فيه عندي على راويه عن شريك: محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، فإنه: لا بأس به، وله أوهام، وقد ضعفه بعضهم، وله أفراد لا يتابع عليها، فليس هو بالحافظ الذي يعتمد على حفظه [التهذيب (٣/ ٥٤١). هدي الساري (٤٣٨)، الميزان (٣/ ٥١٢)] [وقد تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٥٧٤) (٦/ ٤٧٥/ ٥٧٤ - فضل الرحيم)].

ب - وروى أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس؛ قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: ٨٧]، قال: هم رهط من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: نقطع مذاكيرنا، ونترك شهوات الدنيا، ونسيح في الأرض كما يفعل الرهبان، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر لهم، فقالوا: نعم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأنكح النساء، فعن أخذ بسنتي فهو مني، ومن لم يأخذ بسنتي فليس مني".

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٦١١)، وابن أبي حاتم في التفسير (٤/ ١١٨٧/ ٦٦٨٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>