وهذا أصلح إسناد لابن عباس في هذا؛ مما يشهد لحديث عائشة في قصة عثمان بن مظعون [راجع المصادر المذكورة فيما روي بمعنى حديث عائشة].
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، ولا يحتج به على انفراده، وعلي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وله عنه مناكير كثيرة تفرد بها، أو خالف ثقات أصحاب ابن عباس فيما رووه عنه، ولي في هذا بحث مستقل تتبعت فيه مرويات ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وأما دعوى أنه أخذ تفسير ابن عباس عن مجاهد وعكرمة، فهي دعوى لا برهان عليها إلا الظن والتخمين، وقد أطلت في بيان رد هذه الدعوى، وبسطت القول في البحث المذكور، فلا أعيده هنا، وراجع أيضاً الحديث المتقدم برقم (١٣٠٥).
كما أن علي بن أبي طلحة متكلم فيه، فهو: ليس به بأس، وله أشياء منكرات، فلا يحتج به على انفراده حتى يتابع، وأما مسلم فإنه قد روى له حديثاً واحداً في العزل (١٤٣٨) عن أبي الوداك عن أبي سعيد، رواه له متابعة ولم يحتج به، ولم يرو لابن أبي طلحة عن ابن عباس شيئاً، وقد نقل البخاري من تفسيره عن ابن عباس شيئاً كثيراً في التراجم وغيرها، ولكنه لا يسميه، يقول: قال ابن عباس، أو: يُذكَر عن ابن عباس، ولعل ذلك كان فيما توبع عليه عنده، والله أعلم.
وعليه: فهو شاهد لا بأس به لحديث عائشة.
ج - وروى عارم بن الفضل [أبو النعمان محمد بن الفضل عارم: ثقة ثبت، من أثبت الناس في حماد بن زيد، تغير في آخر عمره، وابن سعد ممن سمع منه قبل التغير]، وعبيد الله بن عمر القواريري [ثقة ثبت]:
عن حماد بن زيد، قال: أخبرنا معاوية بن عياش الجرمي، عن أبي قلابة؛ أن عثمان بن مظعون اتخذ بيتاً فقعد يتعبد فيه، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتاه فأخذ بعضادتي باب البيت الذي هو فيه، فقال: "يا عثمان، إن الله لم يبعثني بالرهبانية"، مرتين أو ثلاثاً، "وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة".
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٣/ ٣٩٥)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٤/ ٦٥/ ٢٥٠٧).
معاوية بن عياش الجرمي: ابن أخي أبي قلابة؛ مجهول الحال، روى عنه اثنان، ولم يوثق [المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٢٨١)، الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٢٧٢)، توضيح المشتبه (٥/ ٣٢٦)]، وبقية رجاله ثقات.
وهذا مرسل بإسناد لا بأس به في الشواهد.
• وروى معمر بن راشد [ثقة ثبت، حديثه عن أهل البصرة ليس بذاك، وقد توبع هنا] [وعنه: عبد الرزاق] [واللفظ له]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة ثبت، من أصحاب أيوب]:
عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: أراد أناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يرفضوا الدنيا