للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجمحي، وكنى عن عمه بقوله: حدثنا أبي عثمان؛ ثم تصرف الرواة في صيغة التحديث فأبدلوها بالعنعنة، قال عنه أبو حاتم: "روى عنه ابنه عبد الرحمن أحاديث منكرة"، قال ابن أبي حاتم لأبيه: فما حاله؟ قال: "يكتب حديثه، وهو شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات [سؤالات ابن الجنيد (٩٠٣ - مع الحاشية)، الجرح والتعديل (٦/ ١٤٤)، الثقات (٥/ ١٥٤ و ١٥٩)، تاريخ دمشق (٣٨/ ٣١٠)، اللسان (٥/ ٣٧٣)، التعجيل (٧١٨)]، والله أعلم.

• ورواه عبد الله بن لهيعة [ضعيف، وعنه: ابن وهب]، قال: كتب إليَّ عبد الملك بن قدامة الجمحي؛ أن أباه حدثه؛ أن أمه أخبرته؛ أن عثمان بن مظعون استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإخصاء، فقال: إني رجل تشتد علي العزوبة في هذه المغازي، فنهاه عن ذلك، فقال: "عليك بالصيام فإنه مجفرة".

أخرجه ابن وهب في الجامع (٣٢٣).

قلت: إن كان ابن لهيعة حفظه، فيكون متابعاً لابن أبي أويس؛ غير أنه أسقط ذكر قدامة بن مظعون من الإسناد، ولا يضر؛ فإن عائشة صحابية.

والحاصل: فإن هذا الحديث ضعيف، وإسناده ليس بذاك؛ فإن مداره على عبد الملك بن قدامة، وليس هو بالقوي، وله مناكير عن عبد الله بن دينار وغيره [التهذيب (٢/ ٦٢١)، تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٢٩٧/٧٤)، سؤالات ابن محرز (١/ ٨٥/ ٢٨٥)، سؤالات ابن الجنيد (٢٢٢)، سؤالات ابن أبي شيبة (١٨٥)، سؤالات البرذعي (٢/ ٣٥٦)، المعرفة والتاريخ (١/ ٢٣٠)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٦٢)، الكامل (٥/ ٣٠٩)، التقريب (٤٩٦)، وقال: "ضعيف"].

وحديثه هذا: "عليك بالصيام فإنه مجفرة" غير محفوظ بهذا اللفظ في قصة عثمان، ولم يتابع عليه.

هـ- وروى الوليد بن مسلم [ثقة ثبت]: ثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة - رضي الله عنه -، قال: كانت امرأة عثمان بن مظعون امرأة جميلة عطرة، تحب اللباس، والهيأة لزوجها، فزارتها عائشة وهي تَفِلةٌ، قالت: ما حالك هذه؟ قالت: إن نفراً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم علي بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وعثمان بن مظعون قد تخلوا للعبادة، وامتنعوا من النساء، وأكل اللحم، وصاموا النهار، وقاموا الليل، فكرهت أن أريه من حالي ما يدعوه إلى ما عندي لما يخلي له، فلما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته عائشة، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعله، فحملها بالسبابة من إصبعه اليسرى، ثم انطلق سريعاً حتى دخل عليهم، فسألهم عن حالهم، قالوا: أردنا الخير، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما بعثت بالحنيفية السمحة، ولم أبعث بالرهبانية البدعة، ألا وإن أقواماً ابتدعوا الرهبانية فكتبت عليهم، فما رعوها حق رعايتها، ألا فكلوا اللحم، وائتوا النساء، وصوموا وأفطروا، وصلوا وناموا، فإني بذلك أمرت".

أخرجه الروياني (١٢٧٩)، والطبراني في الكبير (٨/ ١٧٠/ ٧٧١٥) [واللفظ له].

<<  <  ج: ص:  >  >>