وهذا حديث منكر؛ عفير بن معدان: ضعفوه، منكر الحديث، يروي عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما لا أصل له [التهذيب (٣/ ١١٩)، الميزان (٣/ ٨٣)].
و- وروى هشام بن عمار: ثنا صدقة بن خالد: ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فمر ببيت عثمان بن مظعون، فقام على باب البيت، فقال:"مالك يا كحيلة مبتذلة، أليس عثمان شاهدًا؟ "، قالت: بلى، وما اضطجع على فراشي منذ كذا وكذا، ويصوم الدهر فما يفطر، فقال:"مريه أن يأتيني"، فلما جاء، قالت له، فانطلق إليه، فوجده في المسجد فجلس إليه، فأعرض عنه فبكى، ثم قال: لقد علمت أنه بلغك عني أمر، قال:"أنت الذي تصوم الدهر، وتقوم الليل، لا تضع جنبك على فراش؟ "، قال عثمان: قد فعلت ذلك ألتمس الخير، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لعينك حظ، ولجسدك حظ، ولزوجك حظ، فصم وأفطر، ونم وقم، وائت زوجك، فإني أنا أصوم وأفطر، وأنام وأقوم، وآتي النساء، فمن أخذ بسنتي فقد اهتدى، ومن تركها ضل، فإن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فإذا كانت الفترة إلى الغفلة فهي الهلكة، وإذا كانت الغفلة إلى الفريضة، لا يضر صاحبها شيئًا، فخذ من العمل بما تطيق، وإني إنما بعثت بالحنيفية السمحة، فلا تثقل عليك عبادة ربك لا تدري ما طول عمرك".
أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ٢٢٢/ ٧٨٨٣).
وهذا حديث منكر بهذا السياق، إسناده واهٍ؛ علي بن يزيد الألهاني: متروك، والراوي عنه: عثمان بن أبي العاتكة: ضعيف، حديثه عن الألهاني: منكر [تقدم تفصيل القول في هذا الإسناد عند الحديث رقم (٤٧٢)، وتقدم أيضًا تحت الحديث رقم (٤٨)، والحديث رقم (٤٦٨)].
ز- وروى محمد بن أحمد بن تميم [أبو بكر الأصبهاني الشميكاني: قال أبو الشيخ: "ثقة مأمون". طبقات المحدثين (٣/ ٥٠٠). تاريخ أصبهان (٢/ ٢١٥)، الأنساب (٣/ ٤٥٨)]، قال: ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قومًا حرموا اللحم والطيب والنساء، فأرادوا أن يستخصوا، منهم عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مسعود، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر فأوعد في ذلك الوعيد، حتى أوعد القتل، وقال:"إني لم أبعث بالرهبانية، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة، إنما هلكوا بالتشديد، فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع"، ثم قال:"اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا، واعتمروا، واستقيموا، نعم بكم".
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (٣/ ٥٠٠)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢١٥).
قال أبو الشيخ بعد أن أخرجه في ترجمة محمد بن أحمد بن تميم: "هذا الحديث ما