له عن بريدة على غير هذا الحديث، وليست له رواية عن بريدة في الكتب الستة، ولا في أطراف العشرة سوى هذا الحديث، وكان صهرًا لأبي بكرة وبلديَّه، وقد سمع منه، قال الدارقطني في العلل (٧/ ١٦٧/ ١٢٨١): "عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني: من أصحاب أبي بكرة، قاله عيينة بن عبد الرحمن"، وغالب من ترجم له بروايته عن أبي بكرة [انظر مثلًا: معرفة الثقات (١٠٢٩)، الجرح والتعديل (٥/ ٢٢٠)، الثقات (٥/ ٨٤)، المؤتلف للدارقطني (١/ ٥١٨)، إكمال ابن ماكولا (٢/ ١٦٥)، التهذيب (٢/ ٤٩٦)].
وقد تأخرت وفاة بريدة عن أبي بكرة بنحو عشر سنين أو أكثر، وعليه فإن لقاء عبد الرحمن بن جوشن له ممكن؛ لا سيما وقد نزل بريدة بالبصرة، وسكنها مدة قبل أن ينتقل إلى مرو [السير (٢/ ٤٦٩)].
وعليه: فإن رجال إسناده ثقات، واحتمال اتصاله قوي، وهو صحيح بشاهده الآتي، والله أعلم.
وحديث بريدة قد صححه ابن خزيمة، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وحسن ابن حجر إسناده في الفتح (١/ ٩٤).
٩ - حديث محجن بن الأدرع، وله طرق:
* روى محمد بن جعفر، وحجاج بن محمد، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وشبابة بن سوار، وابن أبي عدي، وشاذان الأسود بن عامر، وإبراهيم بن طهمان [وهم ثقات]:
عن شعبة، عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشية]، عن عبد الله بن شقيق [وفي رواية شاذان: سمعت عبد الله بن شقيق]، عن رجاء بن أبي رجاء، قال: كان بريدة على باب المسجد، فمر محجنٌ عليه وسَكَبَة يصلي، فقال بريدة -وكان فيه مزاح- لمحجن: ألا تصلي كما يصلي هذا؟ فقال محجن: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ بيدي، فصعد على أُحُد، فأشرف على المدينة، فقال:"ويل أمِّها قرية يدعها أهلها خير ما تكون، أو كأخير ما تكون، فيأتيها الدجال، فيجد على كل باب من أبوابها ملكا مصلتًا بجناحه فلا يدخلها".
قال: ثم نزل وهو آخذ بيدي، فدخل المسجد، وإذا هو برجل يصلي، فقال لي:"من هذا؟ "، فأثنيت عليه خيرًا، فقال:"اسكت؛ لا تُسمعه فتهلكَه"، قال: ثم أتى حجرة امرأة من نسائه، فنفض يده من يدي، قال:"إن خير دينكم أيسره، إن خير دينكم أيسره".
أخرجه النسائي في الرابع من الإغراب (١١)، وأحمد (٤/ ٣٣٨) و (٥/ ٣٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (٧/ ٤٩٢/ ٣٧٤٨٤)، وفي المسند (٥٩٦)، وابن شبة في تاريخ المدينة (١/ ٢٧٣)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٣٤٩/ ٢٣٨٣) وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٨٣/ ١٣٧ - مسند عمر)، وأبو جعفر ابن البختري في جزء من أماليه (٦ - رواية ابن مخلد البزاز)(٧٦٥ - مجموع مصنفاته)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٢٩٧/ ٧٠٥)، وأبو الشيخ في ذكر الأقران (٣٢٥)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٥/