للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ب- وخالفه: حماد بن سلمة [ثقة]، وكهمس بن الحسن [ثقة]:

فروياه عن عبد الله بن شقيق، عن محجن بن الأدرع، هكذا بلا واسطة.

قلت: والمحفوظ إثبات الواسطة، وهو: رجاء بن أبي رجاء الباهلي البصري في الإسناد بين محجن وعبد الله بن شقيق، كما قال الدارقطني وأبو نعيم وغيرهما، والحكم هنا لمن زاد؛ فقد جاء بالزيادة اثنان من كبار الحفاظ الأثبات، شعبة وأبو عوانة عن أبي بشر، ورجاء: قال العجلي: "بصري تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ونقل الخطيب في المتفق (٢/ ٩٤٠/ ٥٦٩) [وكذا هو في تلخيصه: تجريد الأسماء والكنى المذكورة في كتاب المتفق (١/ ٢٠٨)]؛ أنه قرئ على مكي بن عبدان؛ قال: "سمعت مسلم بن الحجاج ذكر رجاء بن أبي رجاء الباهلي في الطبقة الأولى من تابعي أهل البصرة، وكان ثقة رحمه الله"، والظاهر أن هذا التوثيق الأخير من الخطيب البغدادي، فقد وجدت رجاءً الباهلي مترجمًا له في الطبقات لمسلم برواية مكي بن عبدان، في الطبقة الأولى من التابعين من أهل البصرة، برقم (١٧٠٦)، وقال: "ورجاء بن أبي رجاء الباهلي"، ولم يزد على ذلك شيئًا، والله أعلم [التاريخ الكبير (٣/ ٣١١)، الطبقات لمسلم (١٧٠٦)، معرفة الثقات (٤٧٥)، الجرح والتعديل (٣/ ٥٠١)، الثقات (٤/ ٢٣٧)، التهذيب (١/ ٦٠٢)، التعجيل (٣١٨)].

فإن قيل: قد اقتصر الذهبي في الميزان (٢/ ٤٦) في ترجمته بما يشير إلى جهالته، حيث قال: "وما روى عنه سوى عبد الله بن شقيق، وثقه ابن حبان"؛ فيقال: قد وثقه أيضًا: العجلي، والخطيب، ولم يرو منكرًا؛ كما أن الراوي عنه: عبد الله بن شقيق العقيلي البصري، وهو: تابعي من الطبقة الثالثة، من رجال مسلم، وهذا مما يرفع من شأنه، وقد تقدم له معنا حديث آخر محفوظ [راجع: فضل الرحيم الودود (٧/ ١٨٤/ ٦٣٠)].

وعلى هذا فإن توثيقه أقرب عندي من الحكم عليه بالجهالة, لا سيما وقد سمع رجاء محجنًا، وشهد القصة بينه وبين بريدة وسكبة، كما جاء في رواية أبي عوانة؛ فضلًا عن كون الراوي عنه تابعيًا مشهورًا، فاتصل بذلك الإسناد، وصح، والحمد لله أولًا وآخرًا.

فهو حديث صحيح، والله أعلم.

* وروى وكيع بن الجراح [كوفي، ثقة حافظ]، وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو [ثقة]، وجعفر بن عون [كوفي، ثقة]:

عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن الأدرع، قال: كنت أحرس النبي -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة، فخرج لبعض حاجته، قال: فرآني، فأخذ بيدي، فانطلقنا، فمررنا على رجل يصلي يجهر بالقرآن، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عسى أن يكون مرائيًا"، قال: قلت: يا رسول الله! يصلي يجهر بالقرآن [وفي رواية: يصلي ويدعو]، قال: فرفض يدي، ثم قال: "إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة"، قال: ثم خرج ذات ليلة، وأنا أحرسه لبعض حاجته، فأخذ بيدي، فمررنا على رجل يصلي بالقرآن [رافعًا صوته]، قال: فقلت: عسى أن يكون مرائيًا،

<<  <  ج: ص:  >  >>