عن ثابت، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، قال: إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي بنا، قال ثابت: كان أنس بن مالك يصنع شيئًا لم أركم تصنعونه؛ كان إذا رفع رأسه من الركوع قام [وفي رواية: انتصب قائمًا] حتى يقول القائل: قد نسي، وبين السجدتين [وفي رواية: وإذا رفع رأسه من السجدة مكث] حتى يقول القائل: قد نسي. لفظ حماد.
وفي رواية شعبة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا رفع رأسه من الركوع قام، حتى يقول القائل: قد نسي [وفي رواية: من طول ما يقوم]، وإذا رفع رأسه من السجود قعد، حتى نقول: قد نسي.
أخرجه البخاري (٨٠٠ و ٨٢١)، ومسلم (٤٧٢).
* وفي رواية أخرى لمسلم (٤٧٣): ما صليت خلف أحدٍ أوجز صلاةً من صلاةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تمامٍ، كانت صلاةُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متقاربةً، وكانت صلاة أبي بكر متقاربة، فلما كان عمر بن الخطاب مدَّ في صلاة الفجر، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قال:"سمع الله لمن حمده" قام حتى نقول: قد أوهم، ثم يسجد، ويقعد بين السجدتين حتى نقول: قد أوهم.
* وأما طرفه موضع الشاهد: في ترك التشديد على النفس في العبادة، فأصله صحيح ثابت بما صح من أحاديث الباب، وقد جاء بعض لفظه؛ فيما رواه:
* محمد بن أحمد بن تميم [أبو بكر الأصبهاني الشميكاني: ثقة مأمون]، قال: ثنا محمد بن حميد, قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قومًا حرموا اللحم والطيب والنساء، فأرادوا أن يستخصوا، منهم عثمان بن مظعون، وعبد الله بن مسعود، فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر فأوعد في ذلك الوعيد، حتى أوعد القتل، وقال:"إني لم أبعث بالرهبانية، وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة، إنما هلكوا بالتشديد، فشدد عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع"، ثم قال:"اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا، واعتمروا، واستقيموا، نعم بكم".
وهو حديث باطل، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٣٦٩).
* وروى معمر بن راشد [ثقة ثبت، حديثه عن أهل البصرة ليس بذاك، وقد توبع هنا][وعنه: عبد الرزاق][واللفظ له]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة ثبت، من أصحاب أيوب]:
عن أيوب، عن أبي قلابة، قال: أراد أناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرفضوا الدنيا ويتركوا النساء ويترهبوا، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فغلظ فيهم المقالة، ثم قال:"إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدَّدوا على أنفسهمٍ فشدَّد الله عليهم، فأولئك بقاياهم في الديار والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم لكم"، قال: ونزلت فيهم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}.