للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يذكر الثقفي الآية في آخره، ولفظه: أن ناسًا ذكروا أشياء من أمر العبادة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شدَّدوا على أنفسهم فشُدِّد عليهم، هؤلاء بقاياهم"، يعني: في الديارات والصوامع، "اعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت، واعتمروا، واستقيموا يستقم بكم".

أخرجه عبد الرزاق في التفسير (١/ ١٩٢)، والحسين المروزي في زياداته على الزهد لابن المبارك (١٠٣١)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٦٠٨).

وهذا مرسل بإسناد صحيح. [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٣٦٩)].

* وروى جامع بن حماد، قال: ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، في قوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} الآية، ذكر لنا أن رجالًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- رفضوا النساء واللحم وأرادوا أن يتخذوا الصوامع، فلما بلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس في ديني ترك النساء واللحم، ولا اتخاذ الصوامع"، ... فذكر حديثًا طويلًا، وفي آخره: وذكر لنا أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأناس من أصحابه: "إن مَن قبلكم شدَّدوا على أنفسهم، فشدَّد الله عليهم، فهؤلاء إخوانهم في الدور والصوامع، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وصوموا رمضان، وحجوا واعتمروا، واستقيموا يستقم لكم".

أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٨/ ٦٠٩).

وليس هذا من حديث قتادة، ولا من حديث ابن أبي عروبة، ولا من حديث يزيد بن زريع، تفرد به: جامع بن حماد، ولا يُعرف.

* والحاصل: فإن موضع الشاهد من حديث أنس: "لا تشدِّدوا على أنفسكم فيشدَّد عليكم، فإن قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والديار": حديث حسن؛ بشاهده من مرسل أبي قلابة دون ذكر الآية في آخره، والله أعلم.

* وأما بقية أطراف الحديث فيأتي الكلام عليها في موضعها من السنن إن شاء الله تعالى.

* ويدخل في معنى أحاديث الباب أيضًا:

الأحاديث الدالة على التخفيف على المأمومين، وقد تقدم ذكرها في موضعها من السنن، ونذكر منها مثالين، وراجع بقيتها في موضعها:

* فقد روى إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري؛ أن رجلًا قال: والله! يا رسول الله! إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلانٍ مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في موعظةٍ أشدَّ غضبًا منه يومئذٍ، ثم قال: "إن منكم منفرين، فأيُّكم ما صلى بالناس فليتجوَّز، فإن فيهم الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجة".

أخرجه البخاري (٩٠ و ٧٠٢ و ٧٠٤ و ٦١١٠ و ٧١٥٩)، ومسلم (٤٦٦). [تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٨/ ٥٨٦/ ٧٩٥)] [وراجع: باب تخفيف الصلاة، من فضل الرحيم (٨/ ٥٨٠ - ٥٩٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>