للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: "أرى -واللّه أعلم- أنه إنما أراد بالتاسعة من العشر الأواخر: ليلة إحدى وعشرين، والسابعة: ليلة ثلاث وعشرين، والخامسة: ليلة خمس وعشرين" [المدونة (١/ ٢٣٩)، التمهيد (٢/ ٠٢ ٢)].

° أو يكون البناء على ما تيقنوه من الشهر، فالشهر إما أن يكون تاماً ثلاثين يوماً، أو ينقص يوماً فيصبح تسعةً وعشرين، فاليقين هو البناء على الأقل، وهو التسعة والعشرون، وقد استدل ابن رجب بحديث أبي هريرة المذكور سلفاً على ذلك فقال: "فهذا يدل على أنه تشريع عام، وإنه حسب الشهر على تقدير نقصانه أبداً؛ لأنه المتيقن، كما ذهب إليه أيوب ومالك وغيرهما، وعلى قولهما: تكون ليلة سابعة تبقى ليلة ثلاث وعشرين، وليلة خامسة تبقى ليلة خمس وعشرين، وليلة تاسعة تبقى ليلة إحدى وعشرين" [لطائف المعارف (١٩٦)].

قلت: فإن قيل: ألا يحتج على هذا المعنى، وهو التشريع العام بحساب الشهر على تقدير نقصانه: بحديث حميد عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد آلى من نسائه شهراً، فمكث تسعاً وعشرين ليلة ثم ترك، فقالوا: يا رسول الله، أليس آليت شهراً؟ قال: "الشهر تسع وعشرون".

وفي رواية: آلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نسائه شهراً، وكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة له تسعاً وعشرين ليلة ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله آليت شهراً؟ فقال: "الشهر تسع وعشرون" [أخرجه البخاري (٣٧٨ و ١٩١١ و ٢٤٦٩ و ٥٢٠١ و ٥٢٨٩ و ٦٦٨٤)].

وقد روى هذه القصة جمع من الصحابة، منهم: عمر بن الخطاب، وجاء في آخر حديثه وهو مطول جداً: فلما مضت تسع وعشرون، دخل على عائشة، فبدأ بها، فقالت له عائشة: إنك أقسمت أن لا تدخل علينا شهراً، وإنا أصبحنا لتسع وعشرين ليلة أعُدُّها عدًّا؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الشهر تسع وعشرون"، وكان ذلك الشهر تسعاً وعشرين، ... الحديث [أخرجه البخاري (٢٤٦٨ و ٥١٩١)، ومسلم (١٤٧٩/ ١٣٤)، لكنه أسند موضع الشاهد من حديث عائشة (١٤٧٥/ ٣٥)].

فدل قول عائشة على أن لام التعريف في الشهر إنما هي للعهد، يعني: الشهر الذي آلى فيه نساءه، وعلى هذا شراح الحديث، وعليه فلا ينبغي الاحتجاج بهذه الواقعة على كون الشهر إنما يحسب ناقصاً أبداً، وأن ذلك تشريع دائم.

• وقد روي حديث أبي سعيد من طريق أخرى واهية:

أخرجه عبد الرزاق (٤/ ٢٤٨/ ٧٦٨٣ و ٧٦٨٤) (٤/ ٧٢ و ٧٣/ ٧٨١٨ - ٧٨٢٠ - ط التأصيل) [المسند المصنف (٢٨/ ٣١٦/ ١٢٧٢٧)، [وفي إسناده: أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين، وهو: متروك، كذبه جماعة. التهذيب (٣/ ٢٠٧)].

* وقد روي بعضه من طريق أخرى:

رواه محمد بن العلاء [أبو كريب: ثقة حافظ]: حدثنا يونس بن بكير [كوفي،

<<  <  ج: ص:  >  >>