» وقد رواه إسماعيل ابن عليه [بصري، ثقة ثبت، قال أحمد:"إليه المنتهى في التثبت بالبصرة"، وهو من أثبت الناس في أيوب السختياني، قدمه بعضهم في أيوب على حماد بن زيد، وهو عند البرديجي، وشعيب بن حرب، وعيسى بن يونس: أثبت أصحاب أيوب على الإطلاق]، وعبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة ثبت، من أصحاب أيوب]، وغيرهم:
عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان الناس يرون الرؤيا، فيقصونها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرى رؤياكم قد تواطأت على السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر".
ورواية ابن عليه وعبد الوارث والثقفي: هي الصواب، فيما رواه أيوب عن نافع عن ابن عمر في هذا الحديث، لموافقتها لرواية مالك، وعبيد الله بن عمر، والليث بن سعد، عن نافع، والله أعلم.
وهو حديث صحيح.
» وخالفهم فوهم: معمر بن راشد، فرواه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله! إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنها ليلة سابعةٍ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرى رؤياكم قد تواطأت في ليلة سابعةٍ، فمن كان متحرِّيَها منكم، فليتحرَّها في ليلة سابعةٍ"، قال: معمر: فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين، ويمس طيباً.
وهذا الحديث وهم من معمر؛ ومعمر بن راشد وإن كان ثقة في الزهري وابن طاووس؛ إلا أنه كان يُضعَّف حديثه عن أهل العراق خاصة، وحديثه عن أهل البصرة فيه ضعف، وأيوب بصري [انظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٤)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٧٤)]، والمحفوظ: رواية الجماعة من أثبت الناس في أيوب، كما تقدم.
• ورواه محمد بن صالح الأشج: نا عمرو بن حكام: نا سلام بن أبي مطيع [بصري، ثقة]، قال: سمعت أيوب السختياني، يحدث عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال:"تحروها ليلة سبع وعشرين، فمن كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، يعني: ليلة القدر.
أخرجه أبو الحسن الواحدي في تفسيره الوسيط (٤/ ٥٣٥) , بإسناد لا بأس به إلى الأشج.