شبطون)، فرواه عن مالك؛ أنه بلغه؛ أن رجالاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أُروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، ... فذكره.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٤١٥)، وفي التمهيد (٢٤/ ٣٨٢): "هكذا روى يحيى عن مالك هذا الحديث وتابعه قوم [قلت: ولم يسم منهم أحداً يُعرف]، ورواه القعنبي، والشافعي، ومعن بن عيسى، وابن وهب، وابن القاسم، وابن بكير، وأكثر الرواة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رجالاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . ، وذكروا الحديث مثله سواء.
والحديث محفوظ مشهور من حديث نافع عن ابن عمر لمالك وغيره، ومحفوظ أيضاً معناه لمالك وغيره عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر" [لفقت في النقل بين النصين].
ب- ورواه حماد بن زيد [ثقة ثبت، وهو أثبت الناس في أيوب السختياني]، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، قال: رأيت على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - كأن بيدي قطعة إستبرق، ... فذكر رؤياه في قيام الليل، ثم قال: وكانوا لا يزالون يقصون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان متحرِّيَها فليتحرِّها من العشر الأواخر".
أخرجه البخاري (١١٥٨)، قال: حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد به. [راجع طرفه في فضل الرحيم الودود، تحت الحديث رقم (١٣٠٩)، الشاهد الرابع]. [المسند المصنف (١٤/ ٥١٦/ ٧٠٩٨)].
• خالفه: ابن مرزوق، قال: ثنا عارم أبو النعمان، قال: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أرى رؤياكم قد تواطأت، أنها ليلة السابعة في العشر الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها ليلة السابعة من العشر الأواخر".
أخرجه الطحاوي (٣/ ٩١)، قال: حدثنا ابن مرزوق به. [الإتحاف (٩/ ٣٧/ ١٠٣٥١)].
قلت: وهذا حديث شاذ؛ والعهدة فيه على شيخ الطحاوي: إبراهيم بن مرزوق بن دينار البصري، نزيل مصر: صدوق، قال الدارقطني: "ثقة؛ إلا أنه كان يخطئ, فيقال له، فلا يرجع"، وكان قد عمي قبل موته [التهذيب (١/ ٨٦)، الميزان (١/ ٢١٤)، [وانظر في أوهامه: فضل الرحيم الودود (٨/ ١٦٠/ ٧٢٣) و (١١/ ١٥٨/ ١٠٣٦) و (١٢/ ٢٩٥/ ١١٦٧)].
ورواية حماد بن زيد هذه وهم؛ والمحفوظ فيها ما رواه جماعة أصحاب أيوب، ولعل العهدة فيها على عارم أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي، فإنه وإن كان ثقة ثبتاً، من أثبت الناس في حماد بن زيد، إلا إنه تغير في آخر عمره، والبخاري ممن حمل عنه قبل التغير [الكواكب النيرات (٥٣)، التهذيب (٣/ ٦٧٥)] [وانظر فيما عدل عنه البخاري ومسلم من أوهام حماد: فضل الرحيم الودود (٥/ ٤٢٩/ ٤٧٩)]، والله أعلم.