وهذا الوجه أولى بالصواب؛ فإنه معروف من حديث مطرف عن معاوية، والله أعلم.
قلت: وهذا إسناد صحيح، لكن أحيل لفظه على حديث أبي سعيد، يعني: أن حديث معاوية بمثل حديث أبي سعيد مع زيادة: "وفي الثالثة".
فيصبح متنه: "التمسوها في التاسعة، وفي السابعة، وفي الخامسة، وفي الثالثة"، والله أعلم بالصواب.
قلت: وهذا وجه آخر في إعلال حديث معاذ، عن شعبة، عن قتادة، عن مطرف، عن معاوية، مرفوعًا: "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"، والله أعلم.
• وقد اختلف في هذا الحديث على الجريري:
فقد رواه أيضًا: علي بن عاصم، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن معاوية بن أبي سفيان، قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوا ليلة القدر في آخر ليلة".
أخرجه ابن خزيمة (٣/ ٣٣٠/ ٢١٨٩)، وابن نصر المروزي في قيام الليل (٢٥٣ - مختصره)، وابن عساكر في المعجم (١٢١٢). [المسند المصنف (٢٤/ ٥٩٩/ ١١١٣١)].
قلت: هذه الرواية وهم؛ علي بن عاصم الواسطي: كثير الغلط والوهم، فإذا روجع أصر ولم يرجع، لذا فقد تركه بعضهم، وهو من طبقة من سمع من الجريري بعد الاختلاط [التهذيب (٣/ ١٧٣)، الميزان (٣/ ١٣٥)، إكمال مغلطاي (٩/ ٣٥٠)، الكواكب النيرات (٢٤)].
• والمحفوظ في هذا عن الجريري:
ما رواه خالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت، ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه]، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف [صدوق]:
عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، ... فذكرا الحديث، وفيه: "فالتمسوها في التاسعة وفي السابعة وفي الخامسة".
ثم قالا: قال الجريري: فحدثني أبو العلاء [يزيد بن عبد الله بن الشخير]، عن مطرف، أنه سمع معاوية، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والثالثة". وتقدم الكلام عليه.
* ومما جاء في تعيين ليلة القدر بأنَّها ليلة سبع وعشرين:
١ - حديث جابر بن سمرة:
رواه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوا ليلة القدر ليلة سبع وعشرين".
وهو غريب جدًا من حديث شعبة، وهو حديث غير محفوظ، تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٣٨١).
٢ - حديث ابن عمر:
رواه شعبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "تحرَّوها ليلة