الدهر كله، والحسنة بعشر أمثالها"، قلت: إني أجد قوةً، فشدَّدت، فشُدِّد علىَّ، قال: "صم من كل جمعة ثلاثة أيام"، قلت: إني أطيق أكثر من ذلك، فشدَّدت، فشُدِّد علىَّ، قال: "صم صوم نبي الله داود -عليه السلام-"، قلت: وما كان صوم داود، قال: "نصف الدهر".
أخرجه النسائي في المجتبى (٤/ ٢١٠/ ٢٣٩١)، وفي الكبرى (٣/ ١٨٨/ ٢٧١٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٢٩/ ٥٣٠ - مسند عمر). [التحفة (٦/ ١٥٠/ ٨٩٦٠)، المسند المصنف (١٧/ ١٣٣/ ٨٠٠٧)].
قلت: وهم أبو إسماعيل القناد في زيادة: "وإن لصديقك عليك حقاً"، فإنها لا تُعرف إلا من طريقه، والحديث محفوظ بدونها، مع العلم بأن هذه الزيادة لم ترد إلا في المجتبى دون الكبرى، ولم ترد أيضًا في رواية ابن جرير -وإن كانت مختصرة-، مع كون الحديث مرويًا في المصادر الثلاثة عن شيخ واحد، وهو: يحيى بن درست [وهو: ثقة]، قال: حدثنا أبو إسماعيل القناد به.
وإبراهيم بن عبد الملك أبو إسماعيل القناد: صدوق، يخطئ ويهم على قتادة وغيره، وقد ضعفه ابن المديني وابن معين [سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (٩ و ٦٢)، الضعفاء الكبير (١/ ٥٧)، إكمال مغلطاي (١/ ٢٤٧)، التهذيب (١/ ٧٥)، الميزان (١/ ٤٦)].
٧ - ورواه يحيى بن صالح الوحاظي [حمصي، ثقة]، ويحيى بن بشر الحريري [كوفي، ثقة]، ومحمد بن المبارك [الصوري، نزيل دمشق، ثقة]:
ثنا معاوية بن سلام [دمشقي، ثقة، سمع يحيى بن أبي كثير]، عن يحيى بن أبي كثير: حدثني أبو سلمة؛ أن عبد الله بن عمرو أخبره؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليه، فقال: "ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ "، قلت: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تفعل، صمٍ وأفطر، وارقد، فإن لنفسك عليك حقاً، وإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقًا، وإن لزوجتك عليك حقاً".
أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٤/ ٩٧/ ٢٨٣٥)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٤/ ٧٣ - ٧٤).
وهذا حديث صحيح.
* وله طرق أخرى عن أبي سلمة:
أ - رواه شعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، وعقيل بن خالد، وصالح بن كيسان، ويونس بن يزيد الأيلي، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وسعيد بن أبي هلال [وهم ثقات، وفيهم جماعة من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري، وأثبتهم فيه]، والنعمان بن راشد الجزري [ليس بالقوي]، ومحمد بن أبي حفصة [صدوق يخطئ، ضعفه ابن معين في الزهري. التقريب (٥٣٠)، شرح العلل (٢/ ٦٧٣ و ٦٧٦)]، وعيسى بن المطلب [ذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه الدارقطني في العلل، وذكر في غرائب مالك: أنه روى عن الزهري حديثاً منكراً. التاريخ الكبير (٦/ ٣٩٨)، الجرح والتعديل (٦/ ٢٨٩)،