الأولى: نسبة الرواية الأولى لهشام الدستوائي، وهي شاذة من حديثه.
والثانية: إعلال رواية عطاء وردِّها بضرب الروايات المحفوظة بالروايات الشاذة.
والثالثة: نسبة الرواية الثانية إلى حماد بن سلمة، وإنما راويها حماد بن زيد.
والرابعة: أن المحفوظ من حديث عطاء: أنه انتهى به إلى السبع، وهي الرواية الموافقة لرواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو.
والخامسة: أنه لم يميز بين رواية من روى عنه قبل الاختلاط وبعده، والأئمة على تصحيح حديث عطاء قبل الاختلاط.
قال يحيى بن سعيد القطان: "من سمع من عطاء بن السائب قديمًا فسماعه صحيح" [جامع الترمذي (٢٨١٦)، شرح العلل (٢/ ٧٣٤)].
وقال أيضًا: "ما سمعت أحدًا من الناس يقول في عطاء بن السائب شيئًا في حديثه القديم، [التاريخ الكبير (٦/ ٤٦٥)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٣)، الضعفاء الكبير (٣/ ٣٩٩)].
وقال ابن معين: "حديث سفيان وشعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب: مستقيم" [تاريخ الدوري (٢/ ٤٠٣)، الكامل (٥/ ٣٦١)، شرح علل الترمذي (٢/ ٧٣٥)].
وقال أحمد بن حنبل: "من سمع منه قديمًا كان صحيحًا، ومن سمع منه حديثًا لم يكن بشيء" [الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٣)، التهذيب (٣/ ١٠٤)].
وكذا قال أبو حاتم، والعجلي، والنسائي، والساجي، ويعقوب بن سفيان، وغيرهم [انظر: التهذيب (٣/ ١٠٤) وغيره].
وقد سمع منه قديمًا: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن زيد، وأيوب السختياني، وسفيان بن عيينة، وهشام الدستوائي، وزهير بن معاوية، وزائدة بن قدامة.
* التنبيه الثاني: روى عبد الله بن رجاء [الغداني: ثقة، معروف بالرواية عن زائدة]، قال: ثنا زائدة بن قدامة [ثقة ثبت، ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط]، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف تصوم؟ "، قلت: أصوم فلا أفطر، قال: "صم من كل شهر ثلاثة أيام"، قلت: إني أقوى من ذلك؟ قال: فلم يزل يناقصني وأناقصه حتى قال: "فصم أحب الصيام إلى الله -عز وجل- صوم داود: صوم يوم، وإفطار يوم".
أخرجه الطحاوي (٢/ ٨٦).
• خالفه: حسين بن علي الجعفي [ثقة، من أصحاب زائدة، وقد ينفرد عن زائدة بما لا يتابع عليه. انظر: فضل الرحيم الودود (١٠/ ١٢٠/ ٩٢٤)]، فرواه عن زائدة، عن عطاء بن السائب: حدثني حرب بن عبيد الله، عن السائب [وفي رواية الطبراني: السائب بن يزيد]، قال: حفظت عن عبد الله بن عمرو؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمره أن يقرأ القرآن في خمس.