* الأول: رواه عن هشام الدستوائي كالجماعة: اثنان من الحفاظ: أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وروايتهما هي الصواب.
* وهم في متنه:
مسلم بن إبراهيم [وعنه: علي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي، وهما ثقتان حافظان]: ثنا هشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو؛ أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: كيف أقرأ القرآن؟ قال:"في سبع ليال"، قال: فما زلت أناقصه حتى قال: "اقرأه في يوم وليلة، لا تزيد على ذلك شيئًا".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ٥٦٣/ ١٤٤٥٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٢٥٤).
قلت: مسلم بن إبراهيم الفراهيدي: ثقة مشهور، روى له الجماعة، لكنه كغيره من الثقات يقع له الوهم في الشيء بعد الشيء، وهذا منه، وقد تقدم ذكر بعض الأوهام التي وقعت له في مواضع من فضل الرحيم الودود، وهنا قد رواه عن هشام اثنان من الثقات وتتابعا على لفظ السبع:"اقرأه في سبع"، وهو محفوظ من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو [أخرجه البخاري (٥٠٥٤)، ومسلم (١١٥٩/ ١٨٤)، وقد تقدم ذكره في الحديث السابق (١٣٨٨)]، وهو غاية ما انتهى إليه في قراءة القرآن، وكان قد بدأه بشهر، فقال في حديث حماد بن زيد والجماعة:"واقرإ القرآن في شهر".
وأدنى مدة أجاز فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - قراءة القرآن: ثلاثة أيام، ففي حديث شعبة، عن مغيرة بن مقسم، قال: سمعت مجاهدًا، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ... فذكر الحديث، وفيه: فقال: "اقرإ القرأن في كل شهر"، قال: إني أطيق أكثر فما زال، حتى قال:"في ثلاث". [أخرجه البخاري (١٩٧٨)].
والعجب من ابن حزم أن يأتي إلى رواية مسلم بن إبراهيم الشاذة فيعتمد عليها في تضعيف الحديث ونسبة الوهم فيه إلى عطاء بن السائب:
قال ابن حزم في المحلى (٢/ ٩٨): "فإن ذكروا حديثًا رويناه من طريق هشام الدستوائي، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص؛ أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف أقرأ القرآن؟ قال: "اقرأه في يوم وليلة، لا تزيد على ذلك".
فإن رواية عطاء لهذا الخبر مضطربة معلولة، وعطاء قد اختلط بأخرة، روينا هذا الخبر نفسه من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "اقرإ القرآن في شهر"، قال: فناقصني وناقصته، قال عطاء: فاختلفنا عن أبي؛ فقال بعضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا خمسة.
فعطاء يعترف باختلافهم على أبيه، وأنه لم يحقق ما قال أبوه".