قلت: وحماد. بن سلمة هنا قد تابع مَن سمع مِن عطاء قبل الاختلاط، فحديثه عنه صحيح، والله أعلم.
* ورواه عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت، ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط]، وجرير بن عبد الحميد [ثقة، ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط]، وإسماعيل بن عليه [ثقة ثبت، ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط]، وعَبيدة بن حميد [كوفي صدوق، لم يُذكر فيمن سمع من عطاء قبل الاختلاط]، وهشام الدستوائي [ثقة ثبت، ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط][وعنه: أبو داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث]، وزائدة بن قدامة [ثقة ثبت، ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط][وعنه: عبد الله بن رجاء الغداني]:
عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعاني فقال:"في كم تقرأ القرآن؟ "، قلت: في يومين وليلتين [وفي رواية عبيدة وهشام: في يومي وليلتي، وهو المحفوظ]، فقال:"بخ! صل وارقد، وارقد وصل؛ اقرأ في شهر"، قلت: إني أقوى من ذلك، فناقصني وناقصته، حتى بلغ سبعًا [وفي رواية: فناقصني وناقصته، حتى قال:"اقرأه في سبع"].
قال:"كيف تصوم؟ "، قلت: أصوم ولا أفطر، فقال:"صم وأفطر، وصم من كل شهر ثلاثة أيام"، قلت: إني أقوى من ذلك، فناقصني وناقصته، قال:"فإن أبيت فصم أحب الصوم إلى الله؛ صوم داود؛ صم يومًا وأفطر يومًا".
فلأن أكون قبلت رخصة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي من أهلي ومالي.
ولفظ هشام الدستوائي: عن عبد الله بن عمرو؛ أنه سأله النبي - صلى الله عليه وسلم -: "في كم تقرأ القرآن؟ "، قال: في يومي وليلتي، فناقصني وناقصته حتى قال:"اقرأه في سبع".
ولفظ زائدة [عند الطحاوي]: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف تصوم؟]، قلت: أصوم فلا أفطر، قال: "صم من كل شهر ثلاثة أيام"، قلت: إني أقوى من ذلك؟ قال: فلم يزل يناقصني وأناقصه حتى قال: "فصم أحب الصيام إلى الله -عز وجل- صوم داود: صوم يوم، وإفطار يوم".
أخرجه الطيالسي (٤/ ٣١/ ٢٣٨٧)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢٦٤)، وأحمد (٢/ ١٦٢ و ٢١٦)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (١٤٨٤)، والطحاوي (٢/ ٨٦)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٥٦٢/ ١٤٤٥٧ و ١٤٤٥٨). [الإتحاف (٩/ ٤٦٣/ ١١٦٨٠)، المسند المصنف (١٧/ ١٤٨/ ٨٠١٤)].
راجع الكلام عن عطاء بن السائب، ومن سمع منه قبل وبعد الاختلاط: فضل الرحيم الودود (٣/ ٢١٦/ ٢٤٩) و (٩/ ٤٣٤/ ٨٦٣).
وهذا إسناد صحيح متصل، سمع بعضهم من بعض، والسائب بن مالك والد عطاء، قد سمع عبد الله بن عمرو [انظر: التاريخ الكبير (٤/ ١٥٤)].