"إنه بلغني عنك أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي ولا تنام"، قال:"فصم من كل شهر ثلاثة أيام، واقرإ القرآن في شهرين"، فناقصني وناقصته، فلم يزل يناقصني حتى قال:"صم يومًا وأفطر يومًا، واقرإ القرآن في سبع".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ٥٦٣/ ١٤٤٦٠).
قلت: وهذه رواية منكرة بلفظ: "واقرإ القرآن في شهرين"، فقد قال العقيلي تبعًا لأبي داود السجستاني بأن علي بن عبد العزيز البغوي هو ممن سمع من عارم بعد الاختلاط، قال العقيلي:"وسمع منه علي بن عبد العزيز في نفس الاختلاط"، وقال أبو حاتم:"اختلط عارم في آخر عمره وزال عقله، فمن كتب عنه قبل سنة عشرين ومائتين فسماعه جيد"، وسماع البغوي منه كان سنة سبع عشرة، وقال الدارقطني في عارم:"ثقة، وتغير بأخرة، وما ظهر عنه بعد اختلاطه حديث منكر" [الثقات للعجلي (٧٣٥)، ضعفاء العقيلي (٤/ ١٢١)(٣/ ٥٣٤ - ط التأصيل)، الجرح والتعديل (٨/ ٥٨)، المجروحين (٢/ ٢٩٤)، سؤالات السلمي (٣٩٠)، تاريخ الإسلام (٥/ ٦٨٥ - ط الغرب)، السير (١٠/ ٢٦٥) ٤ الميزان (٤/ ٧)، التهذيب (٣/ ٦٧٥)، الكواكب النيرات (٥٣)].
قلت: وهذه اللفظة المنكرة تدل على أن علي بن عبد العزيز البغوي قد سمع هذا الحديث من عارم بعد الاختلاط، إلا أنه قد أصاب في بقية ألفاظه، حيث تابعه الثقات على ذلك، لا سيما قوله:"واقرإ القرآن في سبع"، والله أعلم.
* ورواه عبد الواحد بن غياث [بصري، صدوق]، وعبد الأعلى بن حماد [النرسي: بصري، ثقة]: عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"كيف تصوم؟ " قلت: أصوم ولا أفطر، قال:"صم وأفطر، صم من الشهر ثلاثة أيام"، قال: زدني يا رسول الله، فإن بي قوة، قال: فلم أزل أناقصه ويناقصني حتى قال: "صُمْ أحبَّ الصيام إلى الله تبارك وتعالى صوم داود؛ كان يصوم يومًا ويفطر يومًا".
فلما كبر عبد الله قال: لأن أكون انتهيت إلى ما أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، لكني لا أدع فريضة فرضها علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البزار (٦/ ٣٣٥/ ٢٣٤٢) و (٦/ ٤٣٤/ ٢٤٦٤)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣١/ ٢٥٢ و ٢٥٣).
وحماد بن سلمة شأنه شأن أبي عوانة: سمع من عطاء بن السائب في حال الصحة والاختلاط، ولم يفصل هذا من هذا، كما قال الأمام الناقد يحيى بن سعيد القطان، وله عنه أحاديث مستقيمة كما قال ابن معين وغيره، والأصل في هذه الأحاديث أنه لم ينفرد بها دون من سمع من عطاء قبل الاختلاط، أو قامت القرائن على أنه حمله عنه حال الصحة دون الاختلاط [راجع فضل الرحيم الودود (٣/ ٢١٥/ ٢٤٩) و (٩/ ٤٣٤/ ٨٦٣) و (١٢/ ٤١٣/ ١١٩٤)].