للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن العلاء، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أنه رأى أبا هريرة - صلى الله عليه وسلم - سجد في خاتمة النجم، قال أبو سلمة: يا أبا هريرة! رأيتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها؟ قال: لولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها لما سجدت فيها.

أخرجه الطحاوي في شرح المعاني (١/ ٣٥٣). [انظر: نخب الأفكار (٥/ ٤٨٤)].

قلت: وهذا حديث شاذ؛ والمحفوظ في هذا عن أبي سلمة بهذه القصة إنما هو في السجود في الانشقاق.

فقد رواه عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، ويحيى بن أبي كثير، ويزيد بن عبد الله بن الهاد، ومحمد بن عمرو بن علقمة، كلهم عن أبي هريرة بالسجود في الانشقاق.

ولفظ ابن الهاد: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أنه رأى أبا هريرة وهو يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) قال أبو سلمة: فقلت له حين انصرف: سجدتَ في سورة ما رأيت الناس يسجدون فيها، قال: لو لم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد فيها لم أسجد.

ولفظ محمد بن عمرو: عن أبي سلمة، قال: رأيت أبا هريرة يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) فقيل له: تسجد في سورة ما يُسجَد فيها؟، فقال: إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها.

وسوف يأتي تخريجه بطرقه مفصلاً قريبًا برقم (١٤٠٨)، إن شاء الله تعالى.

قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٥٥): "وروى ابن مردويه في التفسير بإسناد حسن، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن؛ أنه رأى أبا هريرة سجد في خاتمة النجم، فسأله فقال: إنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسجد فيها".

قلت: وعلى هذا؛ فلم يتفرد به شيخ الطحاوي، فلعله قد توبع في رواية ابن مردويه، والغالب: أن يكون الوهم فيه من العلاء بن عبد الرحمن الحرقي، فقد أُنكرت عليه أحاديث [التهذيب (٣/ ٣٤٦)]، والله أعلم.

٤ - حديث ابن عمر:

رواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن مصعب بن ثابت، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالنجم فسجد، وسجد معه المسلمون والمشركون، حتى سجد الرجل على الرجل، وحتى سجد الرجل على شيء رفعه إلى وجهه بكفه. وفي رواية: فصلى بعضهم على ظهر بعض.

أخرجه الطحاوي (١/ ٣٥٣)، والبيهقي (٣/ ١٨٢). [الإتحاف (٩/ ٣٣٧/ ١١٣٤٣)].

قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن نافع: مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي، وهو: ليس بالقوي [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٧/ ٣٧٤/ ٦٧٠)]، ولا يحتمل تفرد مثله عن نافع دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>