"ما تقول فيه؟ قال: صحيح الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يزد الخطيب البغدادي في ترجمته على ما ذكر ابن أبي حاتم [علل الحديث (١٩١٧)، الجرح والتعديل (٤/ ١٠٧)، الثقات (٨/ ٢٨٠)، تاريخ بغداد (١٠/ ٢٨ - ط الغرب)، اللسان (٤/ ١٣٨)، الثقات لابن قطلوبغا (٩٧/ ٥)]، فلا يحتمل من مثل هذا التفرد عن حيوة بن شريح.
والمتفرد به عنه: يزيد بن عبد العزيز: قال ابن المديني: "كان يُضعَّف، يزيد هذا شامي" [سؤالات ابن أبي شيبة (٢٢٦)].
° والحاصل: فإنه لا يصح عن عائشة في هذا الباب شيء.
٩ - حديث عبد الله بن سرجس:
رواه ليث بن الفرج العبسي: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد: ثنا شعبة، عن عاصم، عن عبد الله بن سرجس؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بثلاث، يقرأ في الأولى بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ}، وفي الثانية بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، وفي الثالثة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ١٨٢).
قال أبو نعيم: "غريب من حديث شعبة عن عاصم، تفرد به: الليث عن أبي عاصم".
قلت: هو حديث غريب جداً من حديث شعبة، تفرد به: ليث بن الفرج، ولا يحتمل من مثله التفرد بهذا عن أبي عاصم النبيل عن شعبة، وليث بن الفرج بن راشد، أبو العباس البغدادي، حدث بسر من رأى: وثقه الخطيب ومسلمة بن قاسم [تاريخ بغداد (١٤/ ٥٤٢ - ط الغرب)، تاريخ الإسلام (٦/ ١٣٧ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٨/ ٩٤)].
١٠ - حديث ابن عمر:
رواه سهل بن العباس الترمذي: نا سعيد بن سالم القداح، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بثلاث ركعات، ويجعل القنوت قبل الركوع.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٦/ ٧٨٨٥).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا سعيد بن سالم".
قلت: هو حديث باطل؛ سعيد بن سالم القداح: ليس به بأس؛ لكن الشأن في سهل بن العباس الترمذي؛ فإنه: متروك، يروي ما لا أصل له [راجع ترجمته في فضل الرحيم الودود (٩/ ٢٢٣/ ٨٢٩)].
• وهذا الحديث قد رواه: بشر بن المفضل، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وحماد بن مسعدة، وحفص بن غياث [وهم ثقات أثبات]، ويحيى بن سليم الطائفي [صدوق، سيئ الحفظ]:
عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل؟ قال: "مثنى مثنى، فإذا خشي الصبح صلى