في فضل الرحيم (١٠/ ٤٣٧/ ٩٩٢)]، كل هذا مما يدعو إلى قبول رواية هشام لتقدمه في ابن جريج واختصاصه به.
فيقال: هو غريب من حديث هشام بن يوسف الصنعاني، حيث تفرد به أهل الري، وإنما يُعرف هذا الحديث من حديث خصيف عن عبد العزيز بن جريج، فقد قال الدارقطني:"تفرد به خصيف بن عبد الرحمن الجزري عن عبد العزيز عنها"، يعني: أنه لا يُعرف من حديث ابن جريج عن أبيه، والله أعلم.
ولو فرضنا ثبوثه من حديثه، فيرجع الحديث مرة أخرى إلى عبد العزيز بن جريج، وهو لم يلق عائشة، ولم يسمع منها؛ كما تقدم بيانه، ثم إنه: لين الحديث، له غير حديث لا يتابع عليه [راجع فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٦/ ٢٠٥) و (٨/ ٥٠٠/ ٧٨٨) و (٨/ ٥٤٤/ ٧٨٨)] [التاريخ الكبير (٦/ ٢٣)، ضعفاء العقيلي (٣/ ١٢)، الجرح والتعديل (٥/ ٣٧٩)، الثقات (٧/ ١١٤)، الكامل (٥/ ٢٨٩)، سؤالات البرقاني (٢٩٧)، تاريخ الإسلام (٣/ ٩١ - ط الغرب)، الميزان (٢/ ٦٢٤)، جامع التحصيل (٤٦٢)، تحفة التحصيل (٢٠٨)، التهذيب (٢/ ٥٨٣)، التقريب (٣٨٦)، وقال:"ليَّن"].
فهو حديث ضعيف.
• وروى جعفر بن محمد الزعفراني [أبو يحيى جعفر بن محمد بن الحسن الرازي الزعفراني: صدوق. الجرح والتعديل (٢/ ٤٨٨)، تاريخ بغداد (٧/ ١٨٤)]، قال: حدثنا يزيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا سليمان بن حسان، عن حيوة بن شريح [التجيبي المصري: ثقة ثبت، فقيه زاهد]، عن عياش بن عباس القتباني [مصري، ثقة]، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} والمعوذتين.
قال العقيلي:"سليمان بن حسان: مصري وقع بالري، لا يتابع على حديثه".
وقال أيضاً:"وقد روي عن ابن عباس، وأبي بن كعب؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)}، {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)}، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، وإسنادهما أصلح من هذين [يعني: هذا، وحديث يحيى بن أيوب]، على أن في حديث أبي بن كعب اختلافاً، وحديث ابن عباس صالح الإسناد".
قلت: هو حديث باطل؛ يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة: ترجمة أخرج بها الشيخان أحاديث لعائشة [انظر: التحفة (١١/ ٦٢١ و ٦٢٢/ ١٧٣٥١ - ١٧٣٥٤)].
تفرد به عن حيوة بن شريح دون بقية أصحابه من الثقات: سليمان بن حسان، وهو: مصري، وقع بالري، وقال ابن أبي حاتم:"شامي، كان سكن بغداد"، قال العقيلي:"لا يتابع على حديثه"، وقال أبو حاتم:"سألت ابن أبي غالب عنه، فقال: لا أعرفه، ولا أرى البغداديين يروون عنه، وروى عنه من الرازيين أربعة أو خمسة"، فقال ابن أبي حاتم لأبيه: