أخرجه البيهقي في السنن (٣/ ٢٦)، وفي المعرفة (٢/ ٣١٣/ ١٣٨٨)، وفي الخلافيات (٣/ ٣٢٤/ ٢٥٢٤)، بإسناد صحيح إلى إسحاق الرازي.
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير أبي منصور مولى سعد بن أبي وقاص؛ فإني لم أقف له على ترجمة، وله ما يشهد له عن ابن عمر، راجع تخريجه تحت الحديث رقم (١٢٩٥)، والله أعلم.
* فقد رواه الأوزاعي، عن المطلب بن عبد الله المخزومي، قال: أتى عبدَ الله بنَ عمر رجلٌ، فقال: كيف أوتر؟ قال: أوتر بركعة واحدة [وفي رواية: فأمره أن يفصل]؟ فقالى: إني أخشى أن يقول الناس: هي البتيراء، فقال: سنة الله وسنة رسوله تريد؟ هذه سنة الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
وهذا رجاله ثقات؛ والمطلب بن عبد الله بن حنطب لم يسمع من ابن عمر.
وحديث ابن عمر في الفصل بين الشفع والوتر بالتسليم: حديث صحيح [وقد تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١٠/ ٤٩٠/ ١٠٠٠)].
* وروى شعبة [وعنه: عبد الله بن رجاء الغداني البصري، وهو: صدوق]، وسفيان بن عيينة [ثقة ثبت]، ويزيد بن عطاء [اليشكري: لين الحديث] [وعنه: الخصيب بن ناصح، وهو: صدوق]:
عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: الوتر سبع أو خمس، الثلاث بتيراء، وإني لأكره أن تكون بتيراء.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٢٢/ ٤٦٤٨)، والطحاوي (١/ ٢٨٩).
قال الطحاوي: "فهذا عندنا على أنه كره أنه يوتر وترًا لم يتقدمه تطوع، وأحب أن يكون قبله تطوع إما ركعتان وإما أربع".
قلت: الأعمش لم يسمع من سعيد بن جبير إلا قليلًا، مثل حديث أبي موسى مرفوعًا: "ما أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى" [صحيح البخاري (٦٠٩٩ و ٧٣٧٨)، صحيح مسلم (١٢٨٠٤]؛ إنما يروي الأعمش غالباً عن سعيد بن جبير بواسطةٍ، يدخل بينهما رجلًا، مثل: عمرو بن مرة، ومسلم بن عمران البطين، وحبيب بن أبي ثابت، ومسعود بن مالك، والمنهال بن عمرو [انظر مثلًا: صحيح البخاري (١٣٩٤ و ١٩٥٣ و ٤٧٧٠ و ٤٨٠١ و ٤٩٧١ - ٤٩٧٣)، صحيح مسلم (٢٠٨ و ٧٠٥ و ٩٠٠ و ١١٤٨ و ١١٩٤)].
لكن هذا الأثر مما نص ابن المديني على سماع الأعمش له من سعيد بن جبير:
قال ابن المديني: "إنما سمع الأعمش من سعيد بن جبير أربعة أحاديث: قال: صلى بنا ابن عباس على طنفسة، وحديث أبي موسى: "ما أحد أصبر على أذى من الله"، وقول ابن عباس: تسع أو خمس، وقول سعيد بن جبير: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر" [تحفة التحصيل (١٣٦)].
قلت: وكذلك فإنه من رواية شعبة عن الأعمش، وكان شعبة لا يحمل عن شيوخه إلا