الحارث بن يزيد [الحضرمي المصري: ثقة]؛ عن أبي مصعب المعافري، عن عقبة؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل أبا بكر: "متى توتر؟ "، ... الحديث.
ذكره ابن القطان في بيان الوهم (٢/ ٣٥٦/ ٣٥٦)، وابن حجر في الإتحاف (١١/ ١٩٧/ ١٣٨٨٢).
قلت: هكذا زاد في الإسناد رجلًا، وأبو مصعب المعافري هو: مشرح بن هاعان: صدوق، ولو قيل: ثقة، لما أبعدنا [تقدمت ترجمته قريبًا، عند الحديث رقم (١٤٠٢)].
ويبدو لي أن كلا الإسنادين محفوظ عن ابن لهيعة، وأنه سمعه أولًا من الحارث بن يزيد [وهو ثقة]؛ ثم سمعه بعدُ من مشرح، وابن لهيعة معروف بالسماع من مشرح [راجع الحديث رقم (١٤٠٢)].
* والحاصل: فإن حديث عقبة بن عامر: حديث ضعيف؛ لضعف ابن لهيعة، وهو صالح في الشواهد، لا سيما وهو من رواية أحد العبادلة عن ابن لهيعة، والله أعلم.
٤ - حديث أبي هريرة:
روى أبو الطيب محمد بن حمدان النصيبي [محمد بن أحمد بن حمدان: كذاب، يضع الحديث. اللسان (٦/ ٥٠٣)]: ثنا أبو الحسين الرهاوي [أحمد بن سليمان بن عبد الملك: ثقة حافظ]: ثنا يحيى بن آدم [ثقة حافظ]؛ عن مسعر [ثقة ثبت]، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، قال: سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-أبا بكر: "متى توتر؟ "، قال: قبل أن أنام، وسأل عمر: "متى توتر؟ "، قال: بعد أن أنام، فقال لأبي بكر: "مثلك عندي مثل الذي أخذ نهبه وهو يبتغي النوافل"؛ وقال للآخر: "أما أنت فعملت عمل الأقوياء".
أخرجه أبو نعيم في الحلية (٣/ ١٧٢).
قال أبو نعيم: "هذا حديث غريب من حديث مسعر وسعد عنهما متصلًا، ورواه شعبة عن سعد عن أبي سلمة وسعيد مرسلًا، وقد رواه مصعب بن المقدام عن مسعر، عن سعد، عن سعيد، عن عبد الرحمن مرسلاً".
قلت: تفرد بوصله عن الثقات المشاهير: أحد الكذابين، إنما هو مرسل.
• رواه الشافعي، قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي بكر: "متى توتر؟ "، فقال: قبل أن أنام، أو قال: أول الليل، وقال: "يا عمر متى توتر؟ إ، قال: آخر الليل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أضرب لكما مثلًا؟ أما أنت يا أبا بكر فكالذي قال: أحرزت نهبي، وأبتغى النوافل، وأما أنت يا عمر فتعمل بعمل الأقوياء".
أخرجه الشافعي في السنن (١٨٣)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (٤/ ٨٠/ ٥٥٣٨ - ط قلعجي).
قال أبو جعفر الطحاوي: "نهبي يعني: سهمي".