قلت: وهذا مرسل بإسناد صحيح، وهو من أقوى المراسيل.
• ورواه حماد بن سلمة [ثقة]؛ وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر [ثقة]: عن يحيى بن سعيد [الأنصاري: ثقة ثبت]؛ عن سعيد بن المسيب؛ أن أبا بكر كان يوتر من أول الليل؛ وأن عمر كان يوتر من آخر الليل، وكان عمر بن الخطاب ينام على شفع، ثم يوتر من السحر.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٨٠/ ٦٧٠٦)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٧٣/ ٢٦٢٣).
• ورواه ابن جريج، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد [وهم ثقات]: عن ابن شهاب الزهري، عن ابن المسيب مرسلًا:
قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن ابن المسيب؛ أن أبا بكر وعمر تذاكرا الوتر عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال أبو بكر: أما أنا فإني أنام على وتر، فإن استيقظت صليت شفعًا حتى الصباح، وقال عمر: لكني أنا أنام على شفع، ثم أوتر من السحر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: "حذر هذا"، وقال لعمر: "قوي هذا".
أخرجه الشافعي في السنن (١٨١)، وعبد الرزاق (٣/ ١٤/ ٤٦١٥)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٧٣/ ٢٦٢٤)، والطحاوي (١/ ٣٤٢)، والخطابي فى غريب الحديث (١/ ١٢٠)، والبيهقي في المعرفة (٤/ ٨٠/ ٥٥٣٧ - ط قلعجي). [الإتحاف (٨٩/ ١١/ ٢٤٣١٥)].
وهذا مرسل بإسناد صحيح، وهو من أقوى المراسيل.
• ورواه معمر بن راشد [ثقة، ثبت في الزهري]، عن الزهري، أن أبا بكر كان يوتر أول الليل، وعمر آخر الليل، فسألهما النبي -صلى الله عليه وسلم- عن وترهما فأخبراه؟ فقال: "قوي هذا، وحذر هذا"؛ قال: وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أضرب لكما مثل رجلين أخذا في مفازة ليلًا، فقال أحدهما: ما أريد أن أنام حتى أقطعها، وقال الآخر: أنام نومة، ثم أقوم فأقطعها، فأصبحا في المنزل جميعًا".
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ١٤/ ٤٦١٦).
قلت: يحتمل أن هذا من تصرف الزهري، مرة يذكر سعيدًا، ومرة يهمله، وهو معروف عن سعيد مرسلًا.
• هكذا رواه عن ابن عيينة: الإمام الشافعي.
* خالفه فوهم بوصله: محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب [صدوق]؛ قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة؛ أن أبا بكر وعمر رحمهما الله تذاكرا الوتر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ... فذكر مثله.
أخرجه الدارقطني في العلل (٧/ ٢٧٤/ ١٣٤٦)، وفي الأفراد (٢/ ٢٧٧/ ٥١١٩ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في السادس من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (٢٠٧) (١٢٢٦ - المخلصيات).