للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* ومما روي في ذلك عن عمر موقوفًا عليه:

أ- روى إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق [ثقة، من أثبت الناس في جده أبي إسحاق]؛ وحديج بن معاوية [ليس بالقوي]:

عن أبي إسحاق، عن مدرك بن عوف الأحمسي، عن عمر بن الخطاب، قال: إن الأكياس الذين يوترون أول الليل، وإن الأقوياء الذين يوترون آخر الليل، وهو أفضل. لفظ إسرائيل [عند ابن سعد].

ولفظ حديج: إن الأكياس الذين إذا علموا أنهم لا يقومون أوتروا قبل أن يناموا، وإن الأقوياء الذين يوترون آخر الليل، وهو أفضل.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (٦/ ١٥٧)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٧٢/ ٢٦٢٢).

وهذا موقوف على عمر بإسناد رجاله ثقات، لم يذكر أبو إسحاق سماعًا من مدرك، ومدرك: مختلف في صحبته، واتصال حديثه؛ قاله ابن عبد البر [طبقات ابن سعد (٦/ ١٥٧)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٢٦٢ و ٢٦٣/ ٢١٩٥ - ٢١٩٧)، التاريخ الكبير (٨/ ٢)، معرفة الثقات للعجلي (١٦٩٧)، الثقات (٣/ ٣٨٢) و (٥/ ٤٤٥)، الاستيعاب (٣/ ١٣٨١)، جامع التحصيل (٧٤٥)، تحفة التحصيل (٢٩٧)، الإصابة (٦/ ٤٨)].

• ورواه مسدد من حديث إبراهيم النخعي عن عمر موقوفًا، وإبراهيم لم يدرك عمر [المطالب العالية (٤/ ٥١٠/ ٦٣٢)].

ب- عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ، أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليلةً في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاعٌ متفرِّقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعتُ هؤلاء على قارئٍ واحدٍ، لكان أمثلَ، ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلةً أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه [وفي رواية: نعمت البدعة هذه]؛ والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون [وفي رواية: والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون]. يريد آخرَ الليل، وكان الناس يقومون أوله.

أخرجه البخاري (٢٠١٠)، وتقدم تحت الحديث رقم (١٣٧٧).

* قال ابن خزيمة: "الدليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالوتر قبل النوم أخذًا بالوثيقة والحزم، تخوفًا أن لا يستيقظ المرء آخر الليل فيوتر آخره، وأنه إنما أمر بالوتر آخر الليل من قوي على قيام آخر الليل، مع الدليل على أن الوتر من آخر الليل أفضل لمن قوي على القيام آخر الليل"، واحتج في هذا بحديث جابر.

وقال ابن المنذر: "فدل قوله:"وذلك أفضل" على أن الوتر في آخر الليل أفضل"، وبهذا ترجم جماعة من المصنفين لحديث جابر، مثل أبي عوانة.

وقال ابن المنذر أيضًا في الأوسط (٥/ ١٧٤): "ويشبه أن يكون من حجة من رأى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>