مسلم:"مضطرب الحديث، ليس له كبير حديث صحيح"، وقال ابن حبان:"لم يكن الحديث صناعته، حدث بمائة وثلاثين حديثًا مسانيد، ما له حديث في الدنيا غيره، أخطأ منها في مائة وعشرين حديثًا"، وقد أطال في الحط عليه، وقال ابن عدي:، له أحاديث صالحة، وعامة ما يرويه غلط وتصاحيف ... ، ولم يصح له في جميع ما يرويه إلا بضعة عشر حديثًا ... "، وقد ضعفه الجمهور [انظر: التاريخ الكبير (٨/ ٨١)، كنى مسلم (٩٦٣)، التمييز (١٩٩)، الجرح والتعديل (٨/ ٤٥٠)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٦٨)، المجروحين (٣/ ٦١)، الكامل (٧/ ٥)، تاريخ بغداد (١٣/ ٣٢٣)، ضعفاء الأصبهاني (٢٥٥)، موسوعة أقوال الإمام أحمد (٤/ ١٦)، الاستغناء (٦٢٤)، ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه (٥١)، الأنوار الكاشفة (٥١)، التنكيل (١/ ٢٥٨ و ٣٥٨)، الجامع في الجرح والتعديل (٣/ ٢١٠)].
قال محمد بن جابر بن سيار السحيمي اليمامي [ضعيف، كان يُلحَق في كتابه. راجع ترجمته تحت الحديث رقم (٧٤٩)]: "سرق أبو حنيفة كتب حماد مني".
وقال ابن المبارك: "إن أصحابي ليلومونني في الرواية عن أبي حنيفة، وذاك أنه أخذ كتاب محمد بن جابر عن حماد بن أبي سليمان، فروى عن حماد ولم يسمعه منه" [الجرح والتعديل (٨/ ٤٥٠)].
قلت: ويؤيد ذلك أن الحديث كان عند محمد بن جابر، قال الدارقطني في الأفراد (٢/ ٩٧/ ٤٢١٦ - أطرافه): "تفرد به حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن أبي عبد الله الجدلي عنه، ورواه عنه: شعبة وهشام ومحمد بن جابر، وذكر فيه ألفاظًا لم يأت بها غيره"، يعني: محمد بن جابر، والذي أخذه من كتابه بهذه الزيادات: أبو حنيفة.
• ورواه أيضًا: سليمان بن أبي داود، عن عبد الكريم [هو: ابن مالك الجزري: ثقة متقن]؛ عن زياد بن أبي مريم [الجزري: ثقة. معرفة الثقات (٥١٤)، سؤالات البرقاني (٣٥٥)، التهذيب (١/ ٦٥٣)، [وقال مرة: زياد بن سعيد، بدل: زياد بن أبي مريم]؛ عن حماد، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبي عبد الله الجدلي، عن عقبة بن عمرو أبي مسعود، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يوتر في أول الليل، وفي أوسطه، وفي آخره، حتى يستن به المسلمون، فأي ذلك عمل به كان صوابًا إن شاء الله.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ١٠٦/ ٦٩٨٩ و ٦٩٩٠).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن زياد بن أبي مريم، إلا عبد الكريم، تفرد به: سليمان بن أبي داود".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن عبد الكريم بن مالك الجزري دون أصحابه الثقات: سليمان بن أبي داود الحراني، وهو: منكر الحديث [اللسان (٤/ ١٥٠)].
* ويبقى الكللام حينئذ عن حديث هشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان.