فيقال: هو إسناد ضعيف؛ فقد تُكُلِّم في رواية حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم بن يزيد النخعي، فقد كان حماد كثير الخطأ والوهم [انظر: التهذيب (١/ ٤٨٣)].
وفيه انقطاع: قال شعبة: "لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي: حديث خزيمة بن ثابت في المسح"، وحكاه أحمد مرة عن شعبة، وأطلق القول بعدم السماع بدون قيد حديث المسح، وقال أحمد مرة:"حدثني حماد الخياط، قال: قال شعبة: ما لقي إبراهيمُ أبا عبد الله الجدلي"، وقال البخاري:"ويقال: إن إبراهيم لم يسمع"، يعني: من أبي عبد الله الجدلي [التاريخ الكبير (٥/ ٣١٩)، المراسيل (١٦ و ١٧)، جامع الترمذي (٩٦)، علل الترمذي الكبير (٦٤)، الكامل (١/ ٧٨)، سنن البيهقي (١/ ٢٧٨)].
* قال الدارقطني في الأفراد (٢/ ٩٧/ ٤٢١٦ - أطرافه): "تفرد به حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم عن أبي عبد الله الجدلي عنه، ورواه عنه: شعبة وهشام ومحمد بن جابر، وذكر فيه ألفاظًا لم يأت بها غيره".
قلت: وهو حديث حسن في الشواهد، يشهد له حديث عائشة، وحديث علي بن أبي طالب، والله أعلم.
* وقد روى جماعة من ثقات أصحاب عائشة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يفرغ من صلاة الليل والوتر قبل بزوغ الفجر الصادق، وقد سبق أن تكلمت عن هذه المسألة تحت الحديث رقم (١٣١٨)، والذي رواه إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ما ألفاه السَّحَرُ عندي إلا نائمًا، تعني: النبي -صلى الله عليه وسلم-[أخرجه البخاري (١١٣٣)]؛ وفي رواية مسعر بن كدام، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ما ألفى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- السَّحَرُ الأعلى في بيتي -أو: عندي-، إلا نائمًا، وفي رواية: ما ألفى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- السَّحَرُ الآخرُ قط عندي إلا نائمًا [أخرجه مسلم (٧٤٢)]؛ ومما قلت هناك، وقد زدت عليه:
مما جاء في معنى حديث أبي سلمة هذا عن عائشة: ما ألفاه السحر عندي إلا نائمًا؛ ما صح عن ابن عباس؛ مما يدل على نومه -صلى الله عليه وسلم- بعد وتره، وقبل الفجر:
فقد روى مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب، عن ابن عباس؛ في قصة مبيته عند خالته ميمونة، وموضع الشاهد منه: ثم أوتر، ثم اضطجع، حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح أياتي عند أبي داود برقم (١٣٦٧)، وهو في الموطأ (٣١٧)، والبخاري (١٨٣ و ٩٩٢ و ١١٩٨ و ٤٥٧٠ - ٤٥٧٢)، ومسلم (٧٦٣/ ١٨٢)].
وكذلك حديث عبد الله بن عمرو في صفة صلاة داود:
رواه سفيان بن عيينة، قال: حدثنا عمرو بن دينار؛ أن عمرو بن أوس أخبره؛ أن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أخبره؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له:"أحبُّ الصلاةِ إلى الله صلاةُ داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، و [كان] يصوم يومًا، ويفطر يومًا".