سلمة بن هشام، اللَّهُمَّ نجِّ عياش بن أبي ربيعة، اللَّهُمَّ نجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللَّهُمَّ اشدُد وطأتك على مضر، اللَّهُمَّ اجعلها عليهم سنين كسنيِّ يوسف ".
قال أبو هريرة: ثم رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الدعاء بعدُ، فقلت: أَرى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قد ترك الدعاء لهم، قال: فقيل: وما تراهم قد قدموا.
أخرجه مسلم (٦٧٥/ ٢٩٥)، ومن طريقه: ابن حزم في المحلى (٤/ ١٤٩)، والبيهقي (٢/ ٢٠٠)، وإسماعيل الأصبهاني في الدلائل (٧٩). [التحفة (١٠/ ٤٧٧/ ١٥٣٨٧)، المسند المصنف (٣١/ ٨/ ١٤١٢٩)].
قلت: رواية محمد بن مهران الرازي هي الصواب، حيث فصل المدرج من المرفوع، وبين أن قوله: وما تراهم قد قدموا؛ إنما أخذه أبو هريرة عن غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنها ليست مرفوعة في الحديث، وقد أدرجها جماعة الرواة عن الوليد بن مسلم، ومحمد بن مهران الرازي: ثقة مكثر، روى عنه جماعة من الأئمة، مثل: البخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وأبي داود، وغيرهم من الحفاظ والمصنفين، وكان حافظًا مكثرًا [السير (١١/ ١٤٣)، تاريخ الإسلام (٥/ ٩٣٢ - ط الغرب)، التهذيب (٣/ ٧١٢)].
* تابعه على وقف آخره:
الهقل بن زياد [وهو: ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي، وكان كاتبه]؛ قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحمص بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الركعة الآخرة من صلاة الصبح بعد ما يقول: "سمع الله لمن حمده"، يقنت، ثم يقول: "اللَّهُمَّ أنج عياش بن أبي ربيعة، اللَّهُمَّ أنج الوليد بن الوليد، اللَّهُمَّ أنج سلمة بن هشام، اللَّهُمَّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهُمَّ اشدد وطأتك على مضر، اللَّهُمَّ اجعلها سنين كسني يوسف".
فمكث شهرًا يدعو بذلك ثم ترك الدعاء. فقلت: ما بال النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك الدعاء؟ فقيل لي: أوما تراهم قد جاؤوا.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٢٦/ ٥٤٢ - مسند ابن عباس).
قلت: ورواية هقل هذه تؤيد رواية محمد بن مهران عن الوليد بن مسلم، وهقل بن زياد: ثقة حافظ، من أثبت أصحاب الأوزاعي، وجعله بعضُ الأئمة أثبتَ أصحاب الأوزاعي وأعلمَهم بحديثه بإطلاق [التهذيب (٤/ ٢٨٣)].
* قال البيهقي: "ورواه حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير بمعنى رواية الأوزاعي، وفي آخره: لم يزل يدعو حتى نجاهم الله ثم ترك الدعاء لهم، وفي رواية أخرى عن حرب في هذا الحديث؛ قال: فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله، ما لك لم تدعُ للنفر؟ قال:"أوما علمت أنهم قد قدموا"!. قلت: يأتي ذكرها قريبًا.
* ورواه الوليد بن مزيد العذري [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الأوزاعي، قدمه بعضهم على الوليد بن مسلم]؛ وبشر بن بكر التنيسي [ثقة، من أصحاب الأوزاعي]؛