والبغوي في شرح السُّنَّة (٣/ ١١٩/ ٦٣٦) و (٣/ ١٢١/ ٦٣٧)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته". والجوزقاني في الأباطيل والمناكير (٢/ ٣١١/ ٦٥٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٢/ ١٣٥) و (٤٧/ ٢٤٤) و (٦٣/ ٣٦)، وفي المعجم (١٣٢٤)، والحازمي في الاعتبار (١/ ٣٥٩/ ١١٠) و (١/ ١٧/ ١٣٧١)، وقال:"حديث صحيح، متفق عليه". [التحفة (٩/ ١٣١٠٩/ ٣٢٦) و (٩/ ٣٢٧/ ١٣١١٠) و (٩/ ٣٣٧/ ١٣١٣٢) و (٩/ ٤٢٠/ ١٣٣٥٦)، الإتحاف (١٤/ ٧٢٨/ ١٨٥٩٧) و (١٦/ ٨٠/ ٢٠٤١٨) و (١٦/ ٨١/ ٢٠٤١٩)، المسند المصنف (٣١/ ٥/ ١٤١٢٩)، [وانظر: علل الدارقطني (٩/ ١٨٦/ ١٧٠٨)، وقال:"والقولان محفوظان "، يعني: عن سعيد بن المسيب، وعن أبي سلمة].
• تنبيهان: الأول: ادعى بعضهم أن قول أبي هريرة [في حديث يونس بن يزيد]: ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزلت الآية، يدل على أنه من كلام الزهري، لا مما رواه عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة [انظر: شرح المعاني (١/ ٢٤٨)]؛ فيقال: تفسره رواية إبراهيم بن سعد [عند البخاري]: حتى أنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية، فدل على أنه من كلام أبي هريرة، ويفسره أيضًا التنبيه الثاني، والله أعلم.
• الثاني: أن رواية الزهري هذه جمع فيها أبو هريرة بين ذكر واقعتين في القنوت، الأولى: حادثة بئر معونة في الدعاء على رعل وذكوان ولحيان وعصية، وهي متقدمة، وقعت سنة أربع، قبل الخندق التي هي قبل الحديبية، ولم يشهدها أبو هريرة، ولذا قال فيها: بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزلت الآية، والثانية: الدعاء للمستضعفين من المؤمنين بمكة، وهذه كانت بعد الحديبية، في الهدنة التي كانت بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين المشركين في الحديبية، على أن لا ياع أحدًا منهم يهاجر إليه، وقد شهدها أبو هريرة، والله أعلم.
٢ - ورواه شعيب بن أبي حمزة [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الزهري][وهو محفوظ عنه بالوجهين]؛ ومحمد بن أبي عتيق أحسن الحديث عن الزهري. التهذيب (٣/ ٦١٦)]:
عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، قالا: وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-حين يرفع رأسه [وفي رواية: صلبه]؛ يقول:"سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم، فيقول:"اللَّهُمَّ أِنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللَّهُمَّ اشدُد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف ".
وأهل المشرق يومئذ من مضر مخالفون له.
أخرجه البخاري (٨٠٤)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٢٧/ ٥٤٤ - مسند ابن عباس)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٤٠)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٢٨٩)، والطبراني في الأوسط (١/ ٢١/ ٥٤)، وفي مسند الشاميين (٤/ ٢٢١/ ٣١٣٤)، والبيهقي (٢/ ٢٠٧). [التحفة (٩/ ٣٤٧/ ١٣١٥٥) و (١٠/ ٣٥٧/ ١٤٨٦٤)، المسند المصنف (١٠/ ٣١/ ١٤١٢٩)].