ولفظ شعبة: قال أنس: قد كان قبل وبعدُ، يعني: في القنوت قبل الركوع وبعده. فلم يذكر الفريضة. ولم يصرح أحد من رواته عن حميد برفعه.
أخرجه عبد الرزاق (٣/ ١١٠/ ٤٩٦٦)، وعلي بن حجر السعدي في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (١٠٩)، وابن ماجه (١١٨٣)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٣٤٩ و ١٣٥٠)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (١٥١٤ و ١٥١٥)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢١٠/ ٢٧٢٣)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ٣٤١/ ٢٥٥١)، وقال: "رواته ثقات". والحازمي في الاعتبار (١/ ٣٧٩/ ٢٥)، وقال: "هذا إسناد صحيح، لا علة له". [التحفة (١/ ٣٧٣/ ٦٨٧)، المسند المصنف (١/ ٧٠٦/ ٥٣٣٧)].
قلت: هذا حديث شاذ؛ لمخالفته حديث الجماعة من أصحاب أنس، ولم يأخذ به أحمد، ولم يروه في مسنده.
ورده ابن المنذر حيث قال عقبة: "ثبتت الأخبار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قنت بعد الركوع في صلاة الصبح، وبه نقول، إذا نزلت نازلة احتاج الناس من أجلها إلى القنوت؛ قنت إمامهم بعد الركوع".
* وروي موقوفًا على أنس فعله:
روى بشر بن المفضل [ثقة ثبت، ممن سمع من الجريري قبل اختلاطه]، قال: حدثنا الجريري، عن بريد بن أبي مريم السلولي، قال: صليت مع أنس بن مالك صلاة الغداة فقنت قبل الركوع.
أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٦٢/ ٦٢٤ - مسند ابن عباس).
وهذا موقوف على أنس بإسناد صحيح، وبريد بن أبي مريم مالك بن ربيعة السلولي: تابعي، ثقة، سمع أنس بن مالك [جامع الترمذي (١٦٣٢)].
* ولحديث أنس طرق أخرى في الصحيح وغيره، لكن ليس فيها موضع القنوت، قبل الركوع أو بعده:
١ - إسماعيل بن عليه [ثقة ثبت]، وخالد بن عبد الله الواسطي [ثقة ثبت]:
حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك، قال: كان القنوت في المغرب والفجر.
أخرجه البخاري (٧٩٨ و ١٠٠٤)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٠٩/ ٧٠٥٨)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٣٤٧/ ٥٨١ - مسند ابن عباس)، والبيهقي (٢/ ١٩٩). [التحفة (١/ ٤٦٢/ ٩٥٤)، المسند المصنف (١/ ٧٠٢/ ٥٢٧)].
٢ - الأسود بن عامر: أخبرنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بنحوه، يعني: بنحو حديث: شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت شهرًا، يلعن رعلًا، وذكوان، وعصية عصوا الله ورسوله.
أخرجه مسلم (٦٧٧/ ٣٠٣)، وأبو عوانة (٢/ ٢٢/ ٢١٧٢)، وأبو نعيم في مستخرجه