٣ - وروى رزام بن سعيد الضبي، قال: سألت جوابًا التيمي عن المذي؟ فقال: سألت عنه أبا إبراهيم يزيد بن شريك فألجأ الحديث إلى عليٍّ، وألجأ عليّ الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: رآني النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد شحبت، فقال لي:"يا علي لقد شحبت؟ " قلت: شحبت من اغتسالي بالماء، وأنا رجل مذاء، فإذا رأيت منه شيئًا اغتسلت منه، قال:"لا تغتسل منه يا علي؛ إلا من الحذف، فإن رأيت منه شيئًا فلا تعْدُ أن تغسل ذكرك، ولا تغتسل إلا من الحذف"، يعني: المني.
كذا رواه أبو نعيم عن رزام، ولفظ أبي أحمد الزبيري عنه عند أحمد: كنت رجلًا مذاءً" فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: "إذا حذفت فاغتسل من الجنابة، وإذا لم تكن حاذفًا فلا تغتسل".
أخرجه أحمد (١/ ١٠٧)، والسهمي في تاريخ جرجان (١٧٣)، وابن عدي في الكامل (٢/ ١٧٧)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (٥١٠).
وهذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات كوفيون، وجواب بن عبيد الله التيمي: ثقة، وثقة ابن معين ويعقوب بن سفيان، وأما تضعيف ابن نمير له فإنه معتمد على كون الثوري رآه فلم يحمل عنه، وإنما لم يحمل عنه الثوري لأنه كان مرجئًا، كما بيَّن ذلك الثوري نفسه في رواية أبي نعيم عنه، فهو: ثقة لم تثبت فيه جرحة من قِبل الرواية، قال ابن عدي: "وجواب التيمي كان قاصًا، وكان بجرجان، وهو كوفي سكن جرجان، وليس له من الحديث المسند إلا القليل، وله مقاطيع في الزهد وغيره، ولم أر له حديثًا منكرًا في مقدار ما يرويه، وكان يرمى بالإرجاء"، وذكره ابن حبان في الثقات [انظر: الجرح والتعديل (٢/ ٥٣٥)، الكامل (٢/ ١٧٧)، التهذيب (٢/ ٩١)، الميزان (١/ ٤٢٦)].
ويزيد بن شريك بن طارق التيمي والد إبراهيم: قد سمع علي بن أبي طالب، وروايته عنه في الصحيحين [البخاري (١٨٧٠ و ٣١٧٢ و ٣١٧٩ و ٦٧٥٥ و ٧٣٠٠)، مسلم (١٣٧٠)].
• وحاصل ما تقدم: فإن حديث حصين بن قبيصة عن علي حديث صحيح، بهذه المتابعات الثلاث.
• ثم وجدت متابعة رابعة:
فقد أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (٩٦٧/ ٨٧/١) قال: حدثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن، عن علي، قال: كنت أجد مذيًا؛ فأمرت المقداد أن يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك؛ لأن ابنته عندي؛ فاستحييت أن أسأله، فقال: "إن كل فحل يمذي، فإذا كان المني ففيه الغسل، وإذا كان المذي ففيه الوضوء".
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، الحسن بن أبي الحسن البصري: لا يعرف له سماع من علي، إنما رآه رؤية [المراسيل (٣١)، جامع التحصيل (١٦٢)، تحفة التحصيل (٦٧)]، وهشيم مدلس، وقد عنعنه.