عن سمي، فحدثنا به من أصل كتابه: عن سهيل"، وفي علل الدارقطني (٨/ ٢٠٥/ ١٥١٥): "قال عبد الله [يعني: أبا العباس الدورقي]: كان هذا الشيخ يحدث به عن سمي، فرجع عنه، وحدثنا به من أصل كتابه عن سهيل"، قال البيهقي: "هذا المتن غير متن حديث سمي، والله أعلم".
قلت: هو حديث واحد، وإنما هو دليل على اضطرابه، وعدم ضبطه لإسناده ومتنه، وأنه كان يحدث به من حفظه فيهم، ولا يُعرف هذا الحديث لا من حديث سهيل، ولا من حديث سمي، ولا من حديث مالك، تفرد به الفروي.
والمعروف عن سهيل في هذا: ما رواه حماد بن سلمة، ووهيب بن خالد، وروح بن القاسم، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز بن المختار، ومعمر بن راشد [وشك في رفعه]، وعبد الله بن عمر العمري، وإسماعيل بن عياش:
عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قال: "من ستر أخاه المسلم ستر الله عليه يوم القيامة". لفظ حماد. ولفظ وهيب: "لا يستر عبدٌ عبدًا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة".
أخرجه مسلم (٢٥٩٠)، ويأتي تخريجه قريبًا فيمن تابع الأعمش عن أبي صالح.
قال أبو نعيم: "تفرد به عبد الله عن إسحاق من حديث سهيل، وتفرد أيضًا: إسحاق، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، فقال:"من أقال نادمًا"".
قلت: هو حديث منكر من حديث مالك، تفرد به: إسحاق بن محمد بن إسماعيل الفروي: وفيه ضعف، قال أبو حاتم: "كان صدوقًا، ولكن ذهب بصره، فربما لقن، وكتبه صحيحة"، وقال مرة: "يضطرب"، ووهاه أبو داود والنسائي، قال الآجري: "سألت أبا داود عنه، فوهاه جدًا، وقال: لو جاء بذاك الحديث عن مالك: يحيى بن سعيد لم يحتمل له، ما هو من حديث عبيد الله بن عمر، ولا من حديث يحيى بن سعيد، ولا من حديث مالك"، قال الآجري: "يعني: حديث الإفك الذي حدث به الفروي عن مالك وعبيد الله عن الزهري"، وفي تاريخ الإسلام للذهبي: "ووهاه أبو داود، ونقم عليه حديث الإفك لروايته عن مالك"، وقال النسائي: "متروك"، وقال أيضًا: "ليس بثقة"، وقال أبو جعفر الصائغ: "كان إسحاق الفروي: كُفَّ، وكان يُلقَّن"، وقال جعفر بن محمد الطيالسي [ثقة ثبت حافظ، أحد الرواة عن الفروي]: "لو كان الأمر إليَّ ما حدَّثت عن إسحاق الفروي"، وقال ابن حبان: "من أهل المدينة، يروي عن مالك بن أنس، يغرب ويتفرد"، وقال الدارقطني: "ضعيف، وقد روى عنه البخاري وبوبخونه في هذا"، وقال أيضًا: "لا يترك"، وقال الساجي: "فيه لين، روى عن مالك أحاديث تفرد بها"، وقال الحاكم: "عيب على محمد إخراج حديثه، وقد غمزوه"، وقال ابن حزم في المحلى (٨/ ١٤٣)، وابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٤): "الفروي: ضعيف"، وقال ابن حزم في موضع آخر (٩/ ٤٣٤): "إسحاق بن محمد الفروي: ضعيف جدًا، متروك الحديث"، وقال ابن خلفون: "ليس