للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الحديث محفوظ عن مالك؛ حيث إن مالكًا حدث به خارج الموطأ، ولم يدخله في موطئه، أو أنه أدخله في الموطأ ثم حذفه منه لسبب ما، والله أعلم.

ثم وجدت أبا القاسم ابن بشران أخرجه في أماليه (١٠٥١) من وجه آخر عن مالك، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن الخضر بن عبد الله الأسيوطي بمكة [إمام محدث مشهور، أحد رواة السنن عن النسائي. سنن الدارقطني (١/ ٢٦٨ و ٣٩٧)، الأنساب (١/ ١٥٩)، تاريخ الإسلام (٨/ ١٩٤ - ط الغرب)، السير (١٦/ ٧٥)]: ثنا أحمد بن شعيب [الإمام الحافظ الثبت: أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب السنن]، أنبا أحمد بن المعلى بن يزيد [الدمشقي: لا بأس به]: ثنا صفوان [هو: ابن صالح الدمشقي، وهو: ثقة، من أصحاب الوليد]: ثنا الوليد [هو: ابن مسلم الدمشقي: ثقة ثبت، يروي عن مالك]: ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "تقتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول الحجر: يا عبد الله، يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله".

قلت: وعلى هذا: فلم يتفرد إسحاق الفروي عن مالك بهذا الحديث، فقد تابعه الوليد بن مسلم، وبهذا يمكن الجزم بأن البخاري لم يخرج له شيئًا تفرد به عن مالك.

• وأما الثاني في قصة اختصام علي والعباس وقول النبي -صلي الله عليه وسلم-: "لا نورث، ما تركنا صدقة" (٣٠٩٤): فلم ينفرد به الفروي عن مالك؛ فقد تابعه: جويرية بن أسماء [عند مسلم (١٧٥٧/ ٤٩)]، وبشر بن عمر الزهراني [عند أبي داود (٢٩٦٣)، والنسائي في الكبرى (٦٢٧٦)، والبزار (١٠٣ م) و (٩٧٤)، وغيرهم]، وعمرو بن مرزوق [عند ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٤٦١ و ٤٦٧ - ط بشار)]، والهيثم بن حبيب بن غزوان [عند ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٤٦١ - ط بشار)] [قال الدارقطني في العلل (١/ ١٦٨/ ٦): "حدث به عن مالك كذلك جماعة، منهم: جويرية بن أسماء، وبشر بن عمر، وعمرو بن مرزوق، وإسحاق بن محمد الفروي، والهيثم بن حبيب بن غزوان". وقال ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٤٦٠ - ط بشار): "وليس في الموطأ بهذا الإسناد"، [ويأتي تخريجه في موضعه من السنن إن شاء الله تعالى. وانظر: التحفة (١٠٦٣٢ و ١٠٦٣٣)، الإتحاف (١٢/ ٣٦٣/ ١٥٧٦٣)، المسند المصنف (٢٢/ ٢٩٥/ ١٠٠٨٧)].

قال ابن حجر في الهدي (٢/ ١٠١٩) معتذرًا للبخاري عن إخراجه لحديث الفروي: "وكأنها مما أخذه عنه من كتابه قبل ذهاب بصره"، قلت: الأولى أن يقال: لم يعتمده البخاري، إنما أخرج له في المتابعات، ولم يخرج له حديثًا واحدًا تفرد به عن مالك ولا عن غيره، ولا أخرج له شيئًا من أوهامه على كثرتها.

والحاصل: فإن الفروي هذا لا يحتمل تفرده عن مالك بحديث، والبخاري لم يحتج به لا عن مالك، ولا عن غيره، فلم يخرج له شيئًا تفرد به، والصواب: عدم قبول ما تفرد به عن مالك.

قال العقيلي وقد أخرج هذا الحديث في ترجمة الفروي منكرًا به عليه: "وله غير

<<  <  ج: ص:  >  >>