المسيب [الأرغياني النيسابوري: صدوق حافظ إمام. تاريخ دمشق (٥٥/ ٣٩٧)، الأنساب (١/ ١١٣)، تاريخ الإسلام (٧/ ٢٩٩ - ط الغرب)، السير (١٤/ ٤٢٢)]، قال: أنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زنجويه به.
قلت: لا يثبت هذا من حديث الغزال؛ فالأسناد إليه غريب جدًا، وفيه من لا يُعرف، ولم يشتهر من حديث الغزال عند أهل بغداد، ولا عند غيرهم من أهل الأمصار، والله أعلم.
• فإن قيل: تابعه أيضًا:
محمد بن عاصم الرازي، ومحمد بن عبد الله بن مُهِلِّ بن المثنى الصنعاني:
ثنا عبد الرزاق، قال: أنبا معمر، عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من أقال نادمًا في بيع أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن ستر على مسلم عورة ستر الله-سبحانه وتعالى- عورته يوم القيامة، ومن نفَّس مكروبًا في كربة نفَّس الله عنه كربة من كرب الآخرة، والله -سبحانه وتعالى- في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه". لفظ محمد بن عاصم، وهو أتم.
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (١٠/ ٨١٨٩/٣٨٩)، والضياء المقدسي في المنتقى من مسموعاته بمرو (٢/ ٧٦٠/ ٦٨٥).
قلت: هي أيضًا رواية شاذة ولعل عبد الرزاق حدث بها بعد ما أضر، أو لُقِّنها، والمحفوظ عنه: ما رواه أحمد، وهو من قدماء اْصحابه ممن سمع منه قبل فقد بصره، وتابعه على ذلك: أحمد بن منصور الرمادي [وهو قديم السماع]، ومحمد بن سهل بن عسكر، وإسحاق بن إبراهيم الدبري.
ومحمد بن عاصم الرازي النصر آباذي: رحل وسمع من عبد الرزاق وغيره، قال ابن أبي حاتم:"لم يقض لنا السماع منه، أدركته، وكان صدوقًا"، وقال الخليلي:"ثقة، ... ، مات قبل الثلاثين ومائتين"، لكن الأقرب ما ذكره الذهبي في التاريخ حيث ترجم له في الطبقة السابعة والعشرين فيمن كانت وفاتهم بين (٢٦١ - ٢٧٠) [الجرح والتعديل (٨/ ٤٦)، الإرشاد (٢/ ٦٧٢)، تاريخ الإسلام (٦/ ٤٠٨ و ٤٩٩ - ط الغرب)، التهذيب (٣/ ٥٩٨)].
قلت: ويظهر من ترجمته، ومن تتبع الأسانيد المروية، وكذلك معرفة الرواة عن عبد الرزاق، أنه ممن لم يشتهر حديثه، ولم يصل إلينا في المصنفات، ولم يكن من أصحاب عبد الرزاق المكثرين المشهورين بالرواية عنه، والراوي عن الرازي: ابنه أحمد بن محمد بن عاصم الرازي: ثقة، وهو أكثر شهرة من أبيه [الجرح والتعديل (٢/ ٧٥)، الإرشاد (٢/ ٦٧٣)، السير (١٣/ ٣٧٥)، تاريخ الإسلام (٦/ ٤٩٩ و ٦٩٠ - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (٢/ ٤٤)].
وأما محمد بن عبد الله بن مُهِلِّ بن المثنى الصنعاني: قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه بمكة، وهو صدوق"، وقد روى عنه أبو عوانة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو بكر