١١ - حديث أنس بن مالك:
روي عنه من طرق:
أ - روى يزيد بن هارون [ثقة متقن]، عن جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} تعدل ثلث القرآن".
أخرجه ابن ماجه (٣٧٨٨)، والطبراني في الأوسط (٦/ ٣٩/ ٥٧٣٠)، وابن عدي في الكامل (٢/ ١٢٦ و ١٢٧) (٣/ ٥٥/ ٣٦١٣ - ٣٦١٥ - ط الرشد)، وابن المقرئ في المعجم (٩٥٩)، والضياء في المختارة (٧/ ٦٠/ ٢٤٦٤ - ٢٤٦٦). [التحفة (١/ ٥٢٧/ ١١٥٠)، المسند المصنف (٣/ ١١٦/ ١٣١١)].
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن جرير بن حازم إلا يزيد بن هارون".
وأسنده ابن عدي من طريق وهب بن جرير مقروناً بيزيد بن هارون في رواية؛ لكنه لم يره محفوظاً من حديثه عن أبيه.
ثم قال ابن عدي: "وهذه الأحاديث عن قتادة عن أنس التي أمليتها: لا يتابع جريراً أحدٌ؛ إلا حديث: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمد صوته بالقراءة، فإنه رواه همام أيضاً عن قتادة".
وهذا حديث منكر؛ وهم فيه جرير على قتادة، وسلك فيه الجادة والطريق السهل:
تفرد جرير بن حازم به عن قتادة دون أصحاب قتادة المشاهير سواء الحفاظ منهم أو الشيوخ، وجرير وإن كان في نفسه ثقة إلا أن تفرده عن قتادة فيه نظر.
ثم إن جريراً ليس من أصحاب قتادة المقدَّمين فيه بحيث يقبل تفردهم لو تفردوا، مثل شعبة وهشام الدستوائي وابن أبي عروبة، بل وليس هو في منزلة الشيوخ من أصحاب قتادة، مثل أبان وهمام وحماد وشيبان وغيرهم.
والأهم من ذلك: أن جرير بن حازم: ضعيف في قتادة، وإن كان ثقة في غيره، قال عبد الله بن أحمد: "سألت يحيى عن جرير بن حازم؟ فقال: ليس به بأس. فقلت له: إنه يحدث عن قتادة عن أنس أحاديث مناكير. فقال: ليس بشيء؛ هو عن قتادة: ضعيف" [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٠/ ٣٩١٢)].
وقال الميموني عن أحمد: "كان حديثه عن قتادة غير حديث الناس يوقف أشياء، ويسند أشياء، ثم أثنى عليه، وقال: صالح، صاحب سنة وفضل" [ضعفاء العقيلي (١/ ١٩٩)، التهذيب (١/ ٣٩)].
وقال ابن عدي في الكامل (٢/ ١٣٠): "وهو مستقيم الحديث، صالح فيه، إلا روايته عن قتادة؛ فإنه يروي أشياء عن قتادة لا يرويها غيره".
وقال الذهبي في الميزان (١/ ٣٩٣): "وفي الجملة: لجرير عن قتادة أحاديث منكرة".
ثم هو قد خالف ثقات أصحاب قتادة، وسلك الطريق السهل، فقد رواه جماعة من ثقات أصحاب قتادة من مسند أبي الدرداء: