للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* علل الدارقطني (٥/ ٢٩١/ ٨٩٢). وانظر شرحه في فضل الرحيم الودود الحديث رقم (١٤١٧).

* وهذا أيضاً مثال عجيب:

قال الدارقطني في العلل (٥/ ٢٧/ ٦٨٦): "واختلف عن يونس بن أبي إسحاق في روايته لهذا الحديث عن أبيه، فقال هارون بن عمران عن يونس عن أبيه عن أبي عبيدة عن عبد الله، وقال الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي عبيدة وأبي الأحوص عن عبد الله، فأشبه أن يكون القولان عن يونس بن أبي إسحاق صحيحين".

قلت: كيف يصح القولان عن يونس؟! والحسن بن قتيبة: متروك [اللسان (٣/ ١٠٦) وهارون بن عمران: مجهول [الجرح والتعديل (٩/ ٩٣). الثقات (٩/ ٢٣٨)].

* ويمكن عند التنزل أن يقال بقول ابن حجر:

قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٥٨): "وذكر الدارقطني في العلل: أن حماد بن سلمة خالف عبيد الله في إسناده، فرواه عن ثابت عن حبيب بن سبيعة مرسلاً. قال: وهو أشبه بالصواب. وإنما رجَّحه لأن حماد سلمة مقدَّم في حديث ثابت، لكن عبيد الله بن عمر: حافظ حجة، وقد وافقه مبارك في إسناده، فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان".

فإن قيل: رواية عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر متكلم فيها، فقد قال النسائي: "الدراوردي: ليس به بأس، حديثه عن عبيد الله بن عمر: منكر"، وقال أحمد: "أحاديثه عن عبيد الله بن عمر تشبه أحاديث عبد الله بن عمر"، وقال أبو داود: "روى عبد العزيز عن عبيد الله أحاديث مناكير" [شرح علل الترمذي (٢/ ٨١٠). التهذيب (٢/ ٥٩٣)، وفيه قول أحمد: "وربما قلب حديث عبد الله بن عمر، يرويها عن عبيد الله بن عمر"].

قلت: إذا ثبت لدينا أن الحديث محفوظ عن عبيد الله بن عمر من وجه آخر، فإن ذلك يعني أن الدراوردي لم يهم في هذا الحديث بعينه على عبيد الله بن عمر، وأنه لم يقلبه، وهنا قد ثبت الحديث من رواية سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر العمري، فدل أنه محفوظ عنه، ولم يهم فيه عليه عبد العزيز الدراوردي.

وبذلك يتبين أمران: الأول: أن عبد العزيز الدراوردي لم يهم في هذا الحديث على عبيد الله بن عمر، والثاني: أنه لم يتفرد به عنه، بل تابعه أحد ثقات المدنيين، وهو: سليمان بن بلال، ولذا جزم البخاري في صحيحه بتعليقه، حيث قال: وقال عبيد الله، لكنه لم يسنده لكونه كان عنده مسنداً من طريق الدراوردي، وليس على شرطه؛ كذا أخرجه الترمذي في سننه عن البخاري به، ولم يكن عند البخاري من طريق سليمان عن عبيد الله، وهو على شرطه، والله أعلم.

والحاصل: فإن حديث ثابت عن أنس: حديث صحيح، علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم، وصححه: ابن حبان والحاكم وأبو عوانة، وحسنه الترمذي، والله أعلم.

وقد روي من وجه آخر عن أنس بإسناد واهٍ بمرة: أخرجه ابن عدي في الكامل

<<  <  ج: ص:  >  >>