رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أن أركب مركب رسول الله، ثم قال:"ألا تركب يا عقب؟ "، فأشفقتُ أن تكون معصيةً، فنزل وركبتُ هنيهة، ثم نزلتُ وركب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال:"ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس؟ "، فاقرأني: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}، وأقيمت الصلاة، فتقذم فقرأ بهما ثم مرَّ بي، فقال:"كيف رأيتَ يا عقب؟ اقرأ بهما مملما نمتَ وقمتَ". لفظ الوليد.
ولفظ ابن المبارك: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألا أعلمك من خير سورة يقرؤها الناس؟ "، قلت: بلى، فقرأ عليَّ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، ثم انتهى إلى الناس، وقد أقيمت الصلاة فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقرأ بهما، ثم قال لي:"اقرأهما كلما نمتَ وقمتَ".
أخرجه النسائي في المجتبى (٨/ ٢٥٣/ ٥٤٣٧)، وفي الكبرى (٧/ ١٩٩٧/ ٧٧٩٤ و ٧٧٩٥) و (٩/ ٣٢٧/ ١٠٦٥٩)، وابن خزيمة (١/ ٢٦٧/ ٥٣٤)، وأحمد (٤/ ١٤٤)، وابن شبة في تاريخ المدينة (٣/ ١٠١٢)، وأبو يعلى (٣/ ٢٧٨/ ١٧٣٦)، وابن الضريس في فضائل القرآن (٢٨٩)، والطحاوي في المشكل (١/ ١١٤/ ١٢٤) و (١/ ١١٥/ ١٢٥)، والطبراني في مسند الشاميين (١/ ٣٣٩/ ٥٩٦)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٧٥٩)، وابن سمعون في الأمالي (٢٣٣)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (١١٠٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٦/ ٤٩). [التحفة (٦/ ٦١٩/ ٩٩٤٦)، الاإتحاف (١١/ ١٩٧/ ١٣٨٨٣)، المسند المصنف (٢٠/ ٤٦٠/ ٩٣٨٥)].
* وانظر فيمن أغرب في إسناده على الوليد بن مسلم: ما أخرجه الروياني (٢٧٣)، وأبو عمر الكندي في كتاب الولاة (٣١)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٣٣٥/ ٩٢٨)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (١٠/ ٣٣٧)، [ويأتي ذكره].
قلت: وهذا حديث حسن، ولم ينفرد به القاسم بن عبد الرحمن عن عقبة بن عامر، وقد سمعه القاسم من عقبة [كما في رواية ابن المبارك وبشر بن بكر وابن شابور]، والقاسم بن عبد الرحمن الدمشقي: وثقه جماعة، منهم: ابن معين [في رواية الأكثرين عنه]، وابن المديني، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، ويعقوب بن سفيان، والترمذي، وأبو إسحاق الحربي، وقال البخاري:"روى عنه العلاء بن الحارث، وابن جابر، وكثير بن الحارث، وسليمان بن عبد الرحمن، ويحيى بن الحارث: أحاديث مقاربة، وأما من يُتكلَّم فيه مثل: جعفر بن الزبير، وعلي بن يزيد، وبشر بن نمير، ونحوهم: في حديثهم مناكير واضطراب"، وقال أبو حاتم:"حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به، وإنما ينكر عنه الضعفاء"، لكن في رواية عن أحمد قال:"ولكن يقولون: هذه من قبل القاسم، في حديث القاسم: مناكير مما يرويها الثقات، يقولون: من قبل القاسم"، وفي رواية أخرى:"منكر الحديث؛ ما أرى البلاء إلا من قبل القاسم" [راجع تفصيل القول في ترجمة القاسم بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن الشامي في فضل الرحيم الودود (٦/ ٣٤٤/ ٥٥٨)].