للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد سئل الدارقطني عن حديثٍ اختلف فيه ابن عجلان وابن إسحاق على سعيد المقبري، فقدم رواية ابن إسحاق، قال الدارقطني في العلل (١٠/ ٣٩٣/ ٢٠٧٨): "يرويه ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي هريرة.

وخالفه محمد بن إسحاق، فرواه عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، وهو الصواب".

كذلك؛ فإن إعراض أبي داود عن حديث ابن عجلان مع شهرته، وإخراجه لحديث ابن إسحاق دونه، يدل على تقديمه لحديث ابن إسحاق هذا على حديث ابن عجلان، وأن روايته عنده هي الصواب، والله أعلم.

نعم؛ لم يُذكر سماع لأبي سعيد المقبري من عقبة بن عامر، مع قلة ما يروي عنه، لكن مثل ذلك يحتمل في المتابعات، والله أعلم.

لا سيما، والحديث محفوظ عن عقبة بن عامر من رواية أهل الشام وغيرهم عنه، ورواية أهل المدينة هنا موافقة لرواية أهل الشام وشاهدة عليها، فهي محفوظة، مروية بإسناد مدني جيد، إذا ثبت سماعٌ لأبي سعيد من عقبة، والحديث حسن بمتابعاته، ومجموع طرقه، والله أعلم.

* وقد روي حديث عقبة بسياق قريب من هذا من وجوه أخرى:

أ- فقد رواه بقية بن الوليد، قال: حدثنا بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، قال: اهديت للنبى -صلى الله عليه وسلم- بغلةٌ شهباءُ فركبها، فأخذ عقبة يقودها به، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعقبة: "اقرأ"، قال: وما أقرأ يا رسول الله؟ قال: "اقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢)} "، فأعادها علي، حتى قرأتها، فعرف أني لم أفرح بها جدًا، فقال: "لعلك تهاونت بها؛ فما قمت تصلي بمثلها".

وهو حديث شامي صحيح، تقدم تحت الحديث السابق برقم (١٤٦٢).

ب- وروى عبد الله بن مسلمة القعنبي [ثقة ثبت]، وأبو مصعب الزهري [أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث الزهري المدني: صدوق]:

عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي [ثقة، صحيح الكتاب، فماذا حدث من حفظه أو من كتب غيره: أخطأ]، عن عبد الله بن سليمان [هو: ابن أبي سلمة الأسلمي المدني: لا بأس به]، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال: بينا أقود برسول الله -صلى الله عليه وسلم- راحلته في غزوة إذ قال: "يا عقبة، قل"، قال: فاستمعت، ثم قال: "يا عقبة، قل"، فاستمعت، فقالها الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}، فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: "ما تعوَّذ بمثلِهِنَّ أحد".

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢١)، والنسائي في المجتبى (٨/ ٢٥١/

<<  <  ج: ص:  >  >>