النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، أن ابن عابس الجهني، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا ابن عابس، ألا أخبرك بأفضل ما تعوَّذ به المتعوِّذون؟ "، قلت: بلى يا رسول الله، قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}.
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (٢٧٠ - ٢٧١)، وأحمد (٣/ ٤١٧) (٦/ ٣٢٧١/ ١٥٦٨٧ - ط المكنز). [الإتحاف (١٦/ ٣٤٢/ ٢٠٨٧٥)، المسند المصنف (٢٠/ ٤٦٠/ ٩٣٨٥)].
هكذا وقع عند أحمد: ابن عابس، بالباء الموحدة، والسين المهملة، وهو الصواب، ووقع عند أبي عبيد: ابن عايش، بالياء التحتية، والشين المعجمة، وهو تصحيف.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في المسند: "هو عقبة بن عامر بن عابس، وبقال: ابن عبس الجهني".
هكذا جزم عبد الله بن أحمد بتسمية جد عقبة بن عامر، عابسًا، فمن قال: عقبة بن عامر، فقد نسبه إلى أبيه، ومن قال: ابن عابس، فقد نسبه إلى جده، حكى ذلك أبو حاتم الرازي، وجزم به: عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، ومجموع الروايات يدل على ذلك، كما أن تصرف أحمد في مسنده يدل عليه، حيث أدخل حديث ابن عابس في مسند عقبة بن عامر [المسند (٤/ ١٤٤) (٧/ ٣٨٥٣/ ١٧٥٧٠ - ط المكنز) و (٤/ ١٥٣) (٧/ ٣٨٧٣/ ١٧٦٦٣ - ط المكنز)].
* ونقول أيضًا في رواية أبي النضر: إنه قد قصر بإسناده، وأسقط الواسطة، التي أثبتها اثنان من الثقات: الحسن بن موسى الأشيب، وأحمد بن خالد الوهبي، وكذلك قد ثبتت هذه الواسطة من رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير.
* ورواه علي بن المبارك [ثقة، من أصحاب يحيى]:
عن يحيى بن أبي كثير، قال: أظنه عن محمد بن إبراهيم؛ أن ابن عابس الجهني أخبره؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: "يا ابن عابس! ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون؟ "، قال: بلى يا رسول الله، قال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١)}.
أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (١٠٨١) (٦٠٧ - المنتقى)، قال: حدثنا أبو عبيد الله حماد بن الحسن الوراق [حماد بن الحسن بن عنبسة النهشلي: ثقة]: حدثنا أبو عامر العقدي [عبد الملك بن عمرو: ثقة]: حدثنا علي بن المبارك به.
* خالفه: محمد بن أحمد بن أبي العوام [صدوق. الثقات (٩/ ١٣٤)، سؤالات الحاكم (٢٩٠)، تاريخ بغداد (٢/ ٢٤٥ - ط الغرب)، اللسان (٦/ ٥٣٧)]: حدثنا أبو عامر: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، قال: أظنه عن محمد بن إبراهيم بن الحارث؛ أن أبا عبد الله أخبره؛ أن ابن عابس الجهني أخبره؛ به مرفوعًا.
أخرجه البيهقي في الشعب (٥/ ٤٤/ ٢٣٣٩)، بإسناد صحيح إلى ابن أبي العوام.
والزيادة هنا أيضًا مقبولة، وبذا تتفق الروايات عن يحيى بن أبي كثير: