قال ابن قانع: "وهو الصحيح".
وصوبه الدارقطني وغيره [انظر: تاريخ دمشق (١٢/ ٣٠٧)].
وقال أبو القاسم ابن عساكر: "والذي قاله ابن مهدي: هو وهم" [إكمال مغلطاي (٤/ ٢١)، تاريخ دمشق (١/ ٣٠٧)].
***
٢١٢ - . . . الهيثم بن حميد: حدثنا العلاء بن الحارث، عن حرام بن حكيم، عن عمه: أنه سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يحل لي من امرأتي وهى حائض؟ قال: "لك ما فوق الإزار"، وذكر مؤاكلة الحائض أيضًا، وساق الحديث.
• حديث صحح بشواهده، دون زيادة: "وأنثييك"، فإنها لا تصح.
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ٢٩)، والدارمي (١/ ٢٦٥/ ١٠٧٥)، والبيهقي (١/ ٣١٢)، والخطيب في الموضح (١/ ١١٢)، والضياء في المختارة (٩/ ٤١٢/ ٣٩٠).
ولفظه عند الدارمي: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن مؤاكلة الحائض؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن بعض أهلي لحائض، وإنا لمتعشون إن شاء الله".
اختلف العلماء في حديث حرام بن حكيم هذا عن عمه عبد الله بن سعد الأنصاري؛ بين مصحح ومضعف:
قال الترمذي: "حديث عبد الله بن سعد: حديث حسن غريب".
وفي هذا تضعيف للحديث على ما عُرف من طريقة الترمذي في أحكامه.
وصححه ابن خزيمة وابن الجارود والضياء.
وقال النووي في المجموع (٢/ ١٤٥): "رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح".
وقال البوصيري في الزوائد (٢/ ٩): "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
إلا أن ابن حزم ضعفه في موضعين، قال في الموضع الأول من المحلى (٢/ ١٨٠ - ١٨١): "ثم نظرنا في حديث حرام بن حكيم عن عمه؛ فوجدناه لا يصح؛ لأن حرام بن حكيم: ضعيف؛ وهو الذي روى غسل الأنثيين من المذي ... ".
وقال في الموضع الثاني (١٠/ ٧٧): "وهذا لا يصح؛ لأن حرام بن حكيم: ضعيف، وهو الذي روى غسل الأنثيين من المذي ... ".
وتبعه على هذا عبد الحق الإشبيلي في أحكامه الوسطى (١/ ١٣٨)، فقال في الحديث بروايته الأولى من طريق معاوية بن صالح: "لا يصح غسل الأنثيين، وليس يحتج بهذا الإسناد في ذلك".
وقال في رواية الهيثم بن حميد عن حرام بن حكيم (١/ ٢٠٩): "وهو ضعيف".
لكن تعقبه ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٣/ ٣١٠) في كلامه في الموضع الأول