عن الليث بن سعد؛ أن حنين بن أبي حكيم حدثه، عن علي بن رباح اللخمي، عن عقبة بن عامر، قال: أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة.
ولفظ ابن عبد الحكم وعاصم:"اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة".
أخرجه أبو داود (١٥٢٣)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٦٨/ ١٣٣٦)، وفي الكبرى (٢/ ٩٤/ ١٢٦٠)، وابن خزيمة (١/ ٣٧٢/ ٧٥٥)، وابن حبان (٥/ ٣٤٤/ ٢٠٠٤)، والحاكم (١/ ٢٥٣)(١/ ٦٠٧/ ٩٤٢ - ط الميمان)، وأحمد (٤/ ٢٠١)، وابن عبد الحكم في فتوح مصر (١٣٨ م)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٢٧/ ١٥٦٠)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٢٩٤/ ٨١٢)، والبيهقي في الدعوات (١٢٥). [التحفة (٦/ ٦١٧/ ٩٩٤٠)، الإتحاف (// ١٣٨٨٤)، المسند المصنف (٢٠/ ٣٨٥/ ٩٣١٤)].
قلت: وقد روى قتيبة بن سعيد، وشعيب بن الليث، وعبد الله بن صالح، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وحجاج بن محمد، وأبو الوليد الطيالسي، ويونس بن محمد المؤدب، وأسد بن موسى:
عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم، عن عقبة بن عامر، قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب فوضعت يدي على قدمه، فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال:"لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)} ".
وإسناده مصري صحيح، وتقدم في الطريق رقم (٢).
وهذان الوجهان: محفوظان عن الليث بن سعد؛ فإن مثله يحتمل منه التعدد في الأسانيد، وقد رواه بالوجهين: كاتبه عبد الله بن صالح، ولا يقال هذا في طريق ابن لهيعة السابق، لضعفه واضطرابه في الأسانيد.
قال الحاكم:"صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
قلت: ليس على شرط مسلم؛ حنين بن أبي حكيم: لم يخرج له مسلم، وروى له أبو داود والنسائي، روى عنه من أهل مصر: عمرو بن الحارث والليث بن سعد وسعيد بن أبي هلال وابن لهيعة، ورواية عمرو والليث عنه ترفع من حاله، غير أنه قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وما قاله فيه ابن عدي في الكامل ففيه نظر؛ حيث لم يورد له حديثًا من غير رواية ابن لهيعة عنه، ثم قال:"ولحنين بن أبي حكيم غير ما ذكرتُ من الحديث قليلٌ، ولا أعلم يروي عنه غير ابن لهيعة، ولا أدري البلاء منه أو من ابن لهيعة؟ إلا أن أحاديث ابن لهيعة عن حنين: غير محقوظة"، قلت: إنما أورد له ثلاثة أحاديث من رواية ابن لهيعة عنه، وابن لهيعة قد ثبت عندنا ضعفه، ولم يثبت عندنا ضعف حنين؛ فالأولى حمل التبعة على ابن لهيعة دون غيره، ولو كان أورد له حديثًا منكرًا من رواية الثقات عنه؛ لكان له وجه في تضعيفه، كذلك فقد أخرج له البيهقي في سننه الكبرى (١/ ٣٠٢) حديث: "من غسل ميتًا فليغتسل"، من طريق ابن لهيعة عنه، ثم قال:"ابن لهيعة وحنين بن أبي حكيم: لا يحتج بهما"، قلت: نعم؛ ابن لهيعة: لا يحتج به؛ لكن حنين! من سبقه إلى