الباب قبل أن ينقضي الحديث، فلما دنونا من الباب، قلت: يا رسول الله! ما السورة التي وعدتني؟ قال: "كيف تقرأ في الصلاة؟ "، فقرأت عليه أم القرآن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده! ما أُنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، إنها السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت".
وهو حديث صحيح، وقد سبق تخريجه مفصلًا بطرقه في فضل الرحيم الودود (٩/ ١٣٢/ ٨٢١).
والحاصل: فإن حديث فروة بن مجاهد عن عقبة في فضل المعوذتين: حديث شاذ بهذا اللفظ، وشاذ بزيادة سورة الإخلاص أيضًا، والله أعلم.
٨ - وروى النضر بن شميل [ثقة ثبت]: أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت نصر بن عبد الرحمن ورجلًا آخر، عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، أحسبه قرأها عليه، وقال: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١)}، وقال: "تعوَّذ بهن، فإنه لن يتعوَّذ بمثلهنَّ".
أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (٢٩٣).
* ورواه عبد الرزاق بن همام، عن الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن رجل من جهينة، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: بينا أنا أسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال لي: "قل"، قلت: ما أقول؟ قال: "قل: ... " فذكر السور الثلاث، ثم قال: "تعوَّذ بهنَّ، فإنه لم يتعوَّذ بمثلهنَّ قطُّ".
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٣٨٤/ ٦٠٣٩) (٩/ ١١٤/ ٦٢١٦ - ط التأصيل)، وفي التفسير (٣/ ٤٧٩/ ٣٧٥٤). [المسند المصنف (٢٠/ ٤٥٧/ ٩٣٨٢)].
قلت: رجاله ثقات؛ غير نصر بن عبد الرحمن، وهو: مكي، مجهول [التهذيب (٤/ ٢١٨)]، ولذلك فقد أبهمه الثوري على عادته إذا لم يرتض الراوي، فلا يثبت الحديث بزيادة سورة الإخلاص فيه.
٩ - وروى وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن هشام بن الغاز [دمشقي ثقة]، عن سليمان بن موسى، عن عقبة بن عامر، قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فلما طلع الفجر أذن وأقام، ثم أقامني عن يمينه، وقرأ بالمعوذتين، فلما انصرف، قال: "كيف رأيتَ؟ "، قلت: قد رأيتُ يا رسول الله، قال: "فاقرأ بهما كلما نمتَ وكلما قمتَ".
أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ٣٦٨٨/٣٢٢) و (٤٦/ ١٦/ ٣٠٢١١). [المسند المصنف (٢٠/ ٣٩٠/ ٩٣١٧)].
وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه؛ فإن سليمان بن موسى الأشدق الدمشقي، قال فيه البخاري: "لم يدرك أحدًا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-" [علل الترمذي الكبير (١٧٦)، تحفة التحصيل (١٣٧)]، ثم إن سليمان بن موسى: صدوق، وفي حديثه بعض الاضطراب، وعنده مناكير [التهذيب (٢/ ١١١)].